زيارات مفاجئة وتسريبات مثيرة.. ضغوط إقليمية ودولية على مصر في قضية اللاجئين الفلسطينيين
بقلم : مختار أبوالخير
في سياق متشابك من التحركات الدبلوماسية العاجلة، أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها حاكم إماراتي إلى مصر، ولم تتجاوز مدتها ساعتين، تساؤلاتٍ حول طبيعتها والأجندات الخفية التي قد تكون رافقتها. وتزامنت هذه الزيارة مع تحركات أخرى لدبلوماسيين إقليميين، أبرزها زيارة طحنون بن زايد إلى الولايات المتحدة، ما دفع مراقبين إلى ربط الحدثين بملفٍ ساخن: الضغوط المُكثفة على مصر لقبول "صفقة تهجير فلسطينيين" إلى أراضيها، وفقاً لتسريبات إعلامية حديثة.
التسريبات والرفض المصري الحازم
كشفت مصادر إعلامية عن عرضٍ مُغرٍ قدّمته جهات غير معلنة لمصر، يقضي باستقبال نصف مليون لاجئ فلسطيني في مناطق محددة، مع وعود بصفقات اقتصادية وسياسية استثنائية. لكن القاهرة، كما أكدت **الهيئة العامة للاستعلامات** في بيانٍ رسمي، أغلقت الباب أمام أي حديث عن "تهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً"، واصفةً الاقتراح بأنه "خط أحمر". وجاء الرفض الأخير، الذي تكرر مراراً خلال الساعات الماضية، ليُظهر حجم الضغوط الخارجية المتنامية، والتي يصفها محللون بأنها تستخدم أوراقاً اقتصادية وسياسية حساسة لتحقيق أهداف جيوسياسية.
ووفقاً لتحليلات، فإن قبول مصر ولو بعدد رمزي من اللاجئين قد يُشكل سابقةً تدفع دولاً عربية أخرى للسير على النهج ذاته، وهو ما يُفاقم مخاطر "التوطين" الذي ترفضه القاهرة باعتباره انتهاكاً للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
حبال الضغوط.. من الإمارات إلى واشنطن
في تعليقٍ لافت، ربط مراقبون بين الزيارة الإماراتية الخاطفة والرسائل الأمريكية التي تُحاول تمريرها دول الخليج إلى مصر، خاصةً في ظل التقارير التي تتحدث عن تعاون عسكري خليجي مع إسرائيل. وتداولت منصات إعلامية اتهاماتٍ للجيش المصري بـ"تهريب أسلحة لإسرائيل"، وهو اتهام نفته القاهرة جملةً وتفصيلاً، ووصفته بأنه "افتراء يخدم أجندات أعداء الوطن".
لكن اللافت في المشهد هو الصمت الغامض حول أدوار أخرى لدول إقليمية، مثل تسليم دولة خليجية - لم تُسمَّ - حق تصنيع أسلحة متطورة لصالح إسرائيل، أو توريد الغاز المسال من دولة شمال أفريقية (في إشارة ضمنية إلى الجزائر)، أو تزويد إسرائيل بالمنتجات النفطية عبر قنوات خليجية (كالإشارة إلى السعودية). كما تُثار أسئلة حول استخدام قاعدة جوية خليجية ضخمة (ربما في قطر) كجسرٍ للشحنات العسكرية الأمريكية الموجهة إلى تل أبيب.
لماذا تُستهدف مصر وحدها؟
في خضم هذا المشهد، تتعالى أصواتٌ مصرية تُطالب بكشف الحقائق كاملةً، مُشيرةً إلى أن الدولة التي تتحمل عبء تاريخي وأخلاقي في رفض التوطين، وتدفع ثمن موقفها عبر ضغوط اقتصادية وسياسية، تُواجه اتهاماتٍ تهدف إلى تشويه سمعتها، بينما تتحرك قوى إقليمية في الخفاء لتطبيع التعاون مع إسرائيل دون مساءلة.
السؤال الذي يفرض نفسه: هل الضغوط على مصر هي جزء من لعبة أكبر لتصفية القضية الفلسطينية؟ أم أنها ورقة تفاوضية لصالح أطراف تُحاول تحميل القاهرة تبعات رفضها؟ الإجابة قد تكشفها الأيام المقبلة، لكن المؤكد أن الموقف المصري، رغم عزلته الظاهرة، يحتفظ بشرعية تاريخية وأخلاقية تجعل منه حائط صدٍ أمام مخططات التهجير.
خاتمة:
بينما تستمر المواقف الرسمية العربية في الترنح بين الخطاب الوطني والشروط الدولية، تبقى مصر في مرمى النيران، لكنها أيضاً في قلب المعركة الحقيقية: معركة الوجود الفلسطيني على أرضه. والدرس الأهم هنا هو أن الوعي الشعبي، الذي يرفض الانسياق وراء الإغراءات أو التهديدات، قد يكون آخر خطوط الدفاع عن قضيةٍ لم يعد يحمل لواءها إلا قلة.
تعليقات
إرسال تعليق