صرخة غضب عربية: لماذا يتصاعد النقد تجاه الموقف العربي من فلسطين؟
بقلم: مختار أبوالخير
في خضم الأزمات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، تتصاعد أصوات عربية تطالب بمراجعة جذرية للمواقف السياسية والاقتصادية لدول عربية تجاه القضية الفلسطينية، وسط اتهامات بـ"التخاذل" و"التواطؤ" مع القوى الداعمة لإسرائيل.
مصر.. تاريخ من حمل الهم العربي:
تشير تحليلات إلى أن مصر ظلت تاريخيًا الحامل الأساسي لـ"هموم القضية الفلسطينية"، وفقًا لتعبيرات نخبة سياسية وإعلامية محلية. وتُبرز هذه التحليلات دور القاهرة العسكري والدبلوماسي في حروب سابقة، لكنها تُشدد اليوم على أن "معركة تحرير فلسطين ليست مسؤولية مصر وحدها"، في إشارة إلى دول عربية أخرى.
اتهامات لدول الخليج: البترول والأموال والسلاح:
ينتقد مراقبون ما يُوصف بـ"التناقض الخليجي"، حيث تُوجَّه اتهامات لدول خليجية بتمويل مشتريات سلاح أمريكية تدعم إسرائيل، عبر عقود شراء بقيمة مليارات الدولارات، بينما تُهمل – وفق النقاد – استثمار هذه الأموال في بناء قوة عربية مشتركة. ويُذكر هنا اقتراح سابق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام ٢٠١٦ بإنشاء "جيش عربي موحد"، الذي لقي رفضًا آنذاك.
سؤال مُلحّ: لماذا لا يتم توحيد الصفوف؟
تُطالب أصوات شعبية وناشطة بوحدة الموقف الفلسطيني أولًا، كشرط لأي تحرك عربي فعّال، وسط انقسامات فلسطينية مستمرة. كما تُثير تساؤلات حول جدوى الاستمرار في تحالفات مع واشنطن، التي تُصنَّف كأكبر داعم عسكري لإسرائيل. ويُطرح هنا نموذج "مقاطعة البترول" كخيار ضاغط، رغم تعقيداته الاقتصادية.
مصر: الجاهزية العسكرية وإشكاليات التدخل:
فيما تؤكد مصر جاهزية جيشها للدفاع عن الأمن القومي العربي، يُشكك خبراء في إمكانية تحرك عسكري مصري منفرد، خاصة مع غياب توافق عربي وإسرائيلية التمويل والسلاح. وتُحذّر تقارير من مخاطر "استنزاف الجيش المصري" في معارك فردية، دون غطاء إقليمي.
تحركات شعبية خليجية: هل تكون البديل؟
تتنامى دعوات على منصات التواصل تدعو شعوب الخليج إلى الضغط على حكوماتها لوقف تمويل المشتريات العسكرية الأمريكية، واستثمار الأموال في مشاريع عربية تنموية. لكن هذه الدعوات تواجه تحديات أبرزها غياب آليات تنفيذها واقعيًا.
خاتمة: الاستعصاء التاريخي واستحقاقات المستقبل:
تبقى القضية الفلسطينية اختبارًا لمدى جدية الشعارات العربية حول "الوحدة"، في وقتٍ تُحاك فيه تحالفات إقليمية جديدة، قد تعيد تشكيل خريطة التوازنات. والسؤال الأكبر: هل يمكن تحويل الغضب الشعبي إلى استراتيجية عربية موحدة، أم ستظل فلسطين ضحية الانقسامات القديمة المتجددة؟
تعليقات
إرسال تعليق