كشف تاريخي: عرفات يرفض عرض السادات في مينا هاوس.. وندمٌ ...وتأخر 20 عامًا
بقلم: مختار أبوالخير
كشفت وثائق وحوارات نادرة عن تفاصيل مُثيرة للجلسات المغلقة بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات وياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، والتي تُظهر رفض الأخير عرضًا مصريًا تاريخيًا عام 1973 لاستعادة القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، مقابل دعمٍ سياسي في مفاوضات السلام.
الفرصة الضائعة:
قبل حرب أكتوبر 1973، طلب السادات من عرفات إرسال "كتيبة شرفية" رمزية للمشاركة في الحرب، كبادرة تعزز المطالبة بحقوق فلسطينية كاملة، لكن الرفض كان رد عرفات. وبعد الحرب، عاد السادات ليُقدم عرضًا جريئًا خلال مفاوضات مينا هاوس، حيث قال للزعيم الفلسطيني: *"تعالَ معي، وهُبْ لك جزءًا كبيرًا من حقوقك، وارفع علم فلسطين، وأدعمني بالمطالبة بحقوقك"*، مع ضمانات دولية لترسيم حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمةً لفلسطين. لكن عرفات رفض مجددًا، ليعلق السادات لاحقًا: *"طلبت منه أن يستلم حدود 67 بالقدس عاصمةً... رفض، ولا أظن أنه سيصل لأفضل من هذا".*
العبرة بالنتيجة:
بعد عقدين، وجد عرفات نفسه في مفاوضات أوسلو (1993) تحت ضغط الدول العربية المُعارضة لمسار السلام المصري، والتي كانت – بحسب المصادر – وراء دفعه لخياراتٍ أضعف، حيث وقّع اتفاقًا بشروطٍ "هزيلة" مقارنةً بعرض مينا هاوس، ليتحول الندم إلى صرخةٍ معلنة: *"لو عاد الزمن لاخترت اتفاقية مينا هاوس".*
حوار الحلاق.. فلسفة السادات في فهم الصراع:
في حوارٍ سابق مع حلاقه "محمود"، كشف السادات عن رؤيته الثاقبة للقضية الفلسطينية، حيث شبه الموقف بمحلٍّ سُرقت كراسيه، فقال: *"إن سُرق المحل، أتطلب استعادته كله دفعةً واحدة؟ لا.. خذ كرسيًا، وابذل جهدًا للباقي".* وعندما اعترض الحلاق بأن الفلسطينيين يرفضون الخطوة المصرية، رد السادات: *"هم لا يريدون أن يجتهدوا.. سيُدركون الحقيقة بعد فوات الأوان".*
مصر تُدير اللعبة:
أكد السادات دائمًا أن مصر – بدهائها – تعرف خيوط اللعبة الدولية، وتتخذ قراراتها بعيدًا عن "الجَعجعة"، وهو ما عبّر عنه بقوله الشهير: *"مصر يفهمها العدو.. أما العرب فيهاجموننا، وسيفهمون لاحقًا".* وقد تحققت نبوءته بمرارة، فبينما حصلت فلسطين على "كرسي" في أوسلو، ضاعت فرصة "المحل" الذي كان ممكنًا في مينا هاوس.
خاتمة:
القصة الكاملة لرفض عرفات، وندمه المتأخر، وحكمة السادات، تظل درسًا في قراءة اللحظة التاريخية، وفنِّ تحويل الهزيمة العسكرية إلى انتصار دبلوماسي.. فهل يعي العرب اليوم أن "السيف سبق العِظلة"؟
تعليقات
إرسال تعليق