القائمة الرئيسية

الصفحات

مصر والسيسي: قراءة في معادلة الصمود الاقتصادي واستراتيجية القيادة


مصر والسيسي: قراءة في معادلة الصمود الاقتصادي واستراتيجية القيادة


بقلم مختار أبوالخير 


في خضم الأزمات الاقتصادية العالمية التي تعصف بالدول الكبرى، تطفو على السطح تساؤلات حول سر صمود الاقتصاد المصري رغم العواصف، وهو ما يدفع البعض إلى مقارنات غير متوقعة. فماذا لو استعان رئيس أمريكي سابق مثل دونالد ترامب بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستشارة اقتصادية؟ السؤال يبدو افتراضياً، لكنه يفتح الباب لتحليل استثنائي لـ"النموذج المصري" في مواجهة التحديات.  


الاقتصاد الأمريكي في مرمى النقد.. ومصر تقدم نموذجاً

 

لو طرح ترامب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي قبل أيام سؤالاً حول كيفية مواجهة التضخم وانهيار الاقتصاد، لربما كانت الإجابة المصرية مختلفة: **"الشعب"**. فالتجربة المصرية خلال العقد الأخير تؤكد أن قوة الاقتصاد لا تقاس فقط بالأرقام، بل بصلابة المجتمع وقدرته على التحمل تحت قيادة تتبنى رؤية استراتيجية. ففي الوقت الذي تعاني فيه دول عظمى من تداعيات كورونا والحروب، صمدت مصر بفضل ثلاثية: "عناية إلهية – حكمة قيادة – شعب واعٍ"، كما يصفها مؤيدو النموذج المصري.  


المعادلة المصرية: كيف حوَّل السيسي التحديات إلى فرص؟

 

لا يخلو حديث المصريين من ذكر إنجازات مُعَزَّزة بأرقام: قناة السويس الجديدة في عام واحد، شبكات كهرباء هي الأكبر على مستوى العالم، استصلاح ملايين الأفدنة، وصوامع قمح تحمي المخزون الاستراتيجي، إلى جانب القضاء على فيروس سي والإرهاب في سيناء. هذه المشروعات ليست مجرد بنية تحتية، بل خطوات في خريطة طريق لاقتصاد منيع.  


السؤال المحوري هنا:** كيف استطاع السيسي – بحسب رأي محللين – تحقيق هذا الحجم من الإنجازات في عقد واحد؟ الإجابة تكمن في أولويات القيادة المصرية التي ربطت بين الأمن القومي والتنمية، حيث تحول الجيش المصري إلى شريك في البناء، مع تحديث منظومة التسليح دون إغفال الدور التنموي.  


10 سنوات من التحدي: بين المعجزة والمنهجية


لا يتردد مؤيدو السياسة المصرية في وصف ما حدث خلال العقد الماضي بـ"المعجزة"، لكنها معجزة قائمة على منهجية واضحة:  

1. تحصين الداخل:بمكافحة الإرهاب، وتحسين الخدمات الصحية، ومشروعات التغذية مثل "مشروع تسمين العجول".  

2. تعزيز البنية التحتية: شبكات الطرق، والمدن الجديدة، ومحطات الطاقة.  

3.الاستعداد للأزمات العالمية: عبر تخزين القمح، ومواجهة آثار كورونا بخطة طوارئ.  


---


الدرس المستفاد: القيادة الواعية تصنع الفرق
  

ربما تكون الإجابة على سؤال ترامب الافتراضي – بحسب التحليل – هي: "استثمر في شعبك، وابنِ بوعي، ولا تنتظر الأزمات لتتحرك". فالنموذج المصري، رغم انتقادات بعض الاقتصاديين، يقدم درساً في كيفية تحويل الشعارات إلى واقع ملموس، حتى لو اختلفت الآراء حول تفاصيله.  


في النهاية، يبقى السيسي – كما يراه مؤيدوه – قائداً استطاع قراءة اللحظة التاريخية بذكاء، فجعل من مصر دولةً "في قلب العاصفة صامدة". وبغض النظر عن الجدل، تظل القاهرة تصرخ بـ"تحيا مصر"، وهي تعبر عن يقين بأن الصمود ليس صدفة، بل نتيجة رؤية.. واستحقاق شعب.  

تعليقات