القائمة الرئيسية

الصفحات

تجربة التجميد الجمركي تتحول إلى فوضى اقتصادية: خسائر المواطن واستنكار المستثمرين"


تجربة التجميد الجمركي تتحول إلى فوضى اقتصادية: خسائر المواطن واستنكار المستثمرين"



بقلم مختار أبوالخير 


التحليل الاقتصادي:


في خطوة مفاجئة، أعلنت حكومة "أمر-يكا" تجميد قرارات التعريفة الجمركية مؤخراً، مبررةً ذلك بضرورة احتواء تبعات توسع النزاع التجاري مع الصين. لكن ما بدأ كإجراء وقائي سرعان ما تحول إلى أزمة مُركبة، بعدما ردت الصين برفع جمارك مماثلة، مما أدى إلى تضاعف الأعباء على الواردات، وانعكست تبعاتها مباشرة على ارتفاع فاتورة الاستهلاك للمواطنين، الذين وجدوا أنفسهم ضحية في معركة اقتصادية لم يختاروا خوضها.


من الداخل إلى الخارج: فشل في إدارة الأزمة
  

لم تكن القرارات المُعلَنة مجرد "تمثيلية سياسية"، كما وصفها المحللون، بل نتاج قراءة خاطئة للمشهد الداخلي والخارجي. فبينما سارعت الإدارة إلى تبرير القرار بكونه "استهدافاً للواردات الصينية"، أظهرت التطورات أن الصين لم تتردد في الرد بسلاح جمركي موازٍ، مما كشف عن غياب استراتيجية تفاوضية واضحة، وزاد من حدة الانتقادات حول كفاءة القرارات الاقتصادية للحكومة.


البورصة بين المضاربات وخسائر الثقة
 

لم يكن سوق الأسهم بمنأى عن التبعات. ففيما انخفضت القيمة السوقية للعديد من الشركات بسبب موجات المضاربة العشوائية، برزت أصوات تُفرِّق بين "المضاربين" الباحثين عن أرباح سريعة، و"المستثمرين الاستراتيجيين" الذين يعتمدون على تحليل أداء الشركات ومخاطر الاستثمار. لكن المفاجأة كانت في انكماش الثقة حتى لدى الفئة الثانية، بعدما باتت القرارات الحكومية تُنظر إليها كمغامرات غير محسوبة.


الصين واللعبة السياسية: انتظار بلا أمل


أما على الصعيد الدولي، فما زالت الإدارة تتمسك بأمل تفاوضي مع الصين، رغم عدم ظهور أي مؤشرات على جدية الطرف الصيني في تخفيف التوتر. وتعليقاً على ذلك، يرى مراقبون أن الموقف يعكس رهاناً خاسراً على تحركات دبلوماسية غير مضمونة، في وقت تحتاج فيه "أمر-يكا" إلى إصلاحات هيكلية عاجلة لاستعادة توازنها التجاري.


خاتمة: دروس يجب أن تُستفاد

 

الفشل الذريع لتجربة التجميد الجمركي يطرح تساؤلاتٍ مصيرية حول منهجية صناعة القرار. فبينما يدفع المواطن الثمن من جيبه، ويخرج المستثمرون غاضبين من عدم الوضوح، يبدو أن الحل الوحيد يكمن في مراجعة شاملة للسياسات الاقتصادية، والاستعانة بخبرات محايدة، والابتعاد عن المغامرات التي تفتقر إلى دراسات الجدوى. السوق لم يعد يصدق "التهريج"، والحكومة مُطالبة اليوم بإثبات جدارتها قبل فوات الأوان.

تعليقات