مصر ترفع الصوت: غزة خط أحمر... ولن نسمح بالمساس بأمننا القومي
بقلم : مختار أبوالخير
في تصعيد غير مسبوق للغة الدبلوماسية المصرية، أعلنت القاهرة رسميًا أن استقرار قطاع غزة بات "خطًا أحمرًا" لا يقبل المساومة، مؤكدةً أن أي محاولة لتحويل القطاع إلى ساحة صراع دائم أو ورقة ضغط إقليمية ستواجه برد مصري حاسم. جاء ذلك عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية مطلعة، في إشارة إلى تحول جذري في إدارة الملف الفلسطيني، الذي بات ـ وفق المراقبين ـ محورًا رئيسيًا في معادلة الأمن القومي المصري.
دبلوماسية الحسم: من الوساطة إلى فرض الوقائع
لم تكتفِ مصر هذه المرة بدور الوسيط التقليدي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، رغم سجلها الحافل بتحقيق هدنات أنقذت آلاف الأرواح. مصادر مطلعة لـ"التحليل الاستراتيجي" كشفت أن الرسائل المصرية الأخيرة حملت إنذارًا واضحًا: "كفى". فالقاهرة، التي تمتلك أوراق ضغط استراتيجية على الأرض، بدأت في تنفيذ خطوات ميدانية لـ"تجميد أي تصعيد"، بدءًا من تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود، وصولًا إلى تحالفات إقليمية مُعلنة وغير معلنة.
ماذا تعني "الخطوط الحمراء" المصرية؟
وفق تحليل الخبراء، فإن التصريحات المصرية ليست مجرد إنذار دبلوماسي، بل هي إعلانٌ عن قواعد اشتباك جديدة:
1. رفض أي وجود عسكري خارج السيطرة المصرية على حدود رفح.
2. منع تحويل القطاع إلى قاعدة لتصدير الأزمات إلى سيناء.
3. رفض التعامل مع غزة كملف منفصل عن الحل الشامل للقضية الفلسطينية.
سيناريوهات المواجهة: الدبلوماسية أولًا... لكن الخيار العسكري جاهز
مصادر أمنية رفيعة المستوى أكدت أن القاهرة أعدت خيارات متدرجة للرد وفقًا لتطورات الموقف:
- **السيناريو الأول**: دفع الأطراف إلى هدنة طويلة عبر ضغوط مالية وسياسية غير مسبوقة.
- **السيناريو الثاني**: إذا فشلت الدبلوماسية، قد تعلن مصر فرض "منطقة عازلة" في محيط القطاع، بدعم دولي.
- **السيناريو الثالث**: تصعيد عسكري محدود ضد أي تهديدات مباشرة لأمن سيناء، مع ترك الباب مفتوحًا لـ"مفاجآت استخباراتية".
لماذا الآن؟ قراءة بين السطور
التحرك المصري يأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط مؤشرات على:
- مخاوف من تفكك الاتفاقات الأمنية حول سيناء.
- تصاعد المناوشات بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال.
- محاولات إقليمية لاستغلال الأزمة لابتزاز مصر سياسيًا.
خلاصة التحليل:
مصر دخلت مرحلة "الدبلوماسية الهجومية" في ملف غزة، مُعلنةً أن زمن الورقات المهدئة المؤقتة ولى. الرسالة وصلت بوضوح: القاهرة قادرة على قلب الطاولة على كل من يعبث بثوابت أمنها... والساعات القادمة قد تشهد مفاجآت تصعيدية إن لم تلتزم الأطراف بلغة العقل!
تعليقات
إرسال تعليق