مصر ترفض الضغوط الدولية وتؤكد: سيناء خط أحمر.. والرد على أي انتهاكات سيكون فورياً"
بقلم: مختار أبوالخير
القاهرة – (تحقيق خاص)
في موقفٍ يعكس تشدداً غير مسبوق تجاه السيادة الوطنية، رفضت مصر بشكلٍ قاطع ضغوطاً إسرائيلية وأمريكية طالبت بسحب القوات المصرية من شبه جزيرة سيناء وهدم المنشآت العسكرية المُقامة هناك منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي. وجاء الرد المصري، وفق مصادر مُطلعة، "كالصاعقة" في واشنطن وتل أبيب، مُحمّلاً شروطاً مُعاكسة ومُحذّراً من عواقب أي إجراءات تمس الأمن القومي.
شروط مصرية: العودة إلى حدود ما قبل 7 أكتوبر ووقف التهجير
كشفت مصادر دبلوماسية عن تفاصيل الرد المصري المُوجَّه للجانبين الإسرائيلي والأمريكي، والذي تضمّن ثلاث مطالب رئيسية:
1. عودة القوات الإسرائيلية إلى مواقعها قبل حرب أكتوبر 1973.
2. انسحاب فوري من المناطق الحدودية ومحور "فلادليفيا" الاستراتيجي.
3. إيقاف كافة المخططات الرامية لتهجير سكان قطاع غزة، والتي تُعتبر "خطاً أحمر" بالنسبة لمصر.
كما أشارت المصادر إلى أن القاهرة حذّرت من أن أي إجراء إسرائيلي يُهدد أمنها سيواجه بردٍّ عسكري فوري "بدون سابق إنذار"، مُشددةً على أن الوجود العسكري المصري في سيناء—المُصرَّح به دولياً—يأتي في إطار مهام حماية الحدود ومواجهة التهديدات الإرهابية، وليس تفاوضياً.
رسالة إلى البنتاغون: "الحدود شأن سيادي.. والتحرك المصري غير قابل للمساومة"
في إشارة لافتة، نقلت القاهرة رسالةً مباشرة إلى البنتاغون مفادها أن الحديث عن سحب القوات المصرية "غير مطروح"، مُذكِّرةً واشنطن باتفاقية السلام الموقعة عام 1979، والتي تمنح مصر الحق في نشر قواتها في "مناطق محددة" من سيناء بعد تنسيق مع إسرائيل. وأكد بيانٌ لخبير استراتيجي مصري لـ"هيئة الأركان":
> "سيناء أرض مصرية خالصة، ونحن أحرار في تنظيم وجودنا الأمني فيها بما يحمي حدودنا ويحفظ استقرار المنطقة".
خلفية الأزمة: صراع السيادة vs. الأجندات الإقليمية
تُعيد هذه التصعيدات إحياء الجدل التاريخي حول سيناء، التي استعادتها مصر بعد حرب 1973، لكنها ظلت نقطة توتر بسبب المطالب الإسرائيلية ب"منطقة عازلة" خالية من السلاح. من جانبه، يُحمِّل محللون سياسيون واشنطن مسؤولية إطالة أمد الأزمة عبر دعمها المطلق لمواقف تل أبيب، بينما يرى خبراء عسكريون أن الموقف المصري الحازم يأتي كرسالةٍ لمنع تحويل سيناء إلى ساحةٍ لتصفية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
الشارع المصري: "الرد بالنار على من يقترب من تراب الوطن"
على الأرض، تلقى الموقف الرسمي تأييداً شعبياً واسعاً، حيث عبّرت تظاهرات محدودة في القاهرة عن شعاراتٍ تؤكد رفض "التدخل في السيادة"، فيما غرد ناشطون بوسم #سيناء_خط_أحمر، مُطالبين بتحركٍ دولي لإدانة المطالب الإسرائيلية.
خلاصة:
في وقتٍ تُعيد فيه التطورات الإقليمية رسم خريطة التحالفات، تَبرُز مصر كفاعلٍ صلبٍ يُعيد تأكيد ثوابته: الأرض تُحمى بالسيادة، والسيادة تُدافع عنها بالمواقف لا بالتنازلات. والرسالة واضحة: "حدودنا ليست سلعةً في سوق المساومات".
تعليقات
إرسال تعليق