القائمة الرئيسية

الصفحات

تحقيقات سرّية وأسئلة ملحّة.. ما خلفيات رفع السرية عن ملف "قطر جيت" وتداعياته الإقليمية؟.


تحقيقات سرّية وأسئلة ملحّة.. ما خلفيات رفع السرية عن ملف "قطر جيت" وتداعياته الإقليمية؟.


بقلم: مختار أبوالخير 


في تطور لافت، كشفت مصادر إسرائيلية موثوقة عن قرار رسمي برفع السرية عن تحقيقات سرية استمرت لسنوات، تتعلق بملف أُطلق عليه اسم "قطر جيت"، والذي يُعتقد أنه يمسّ طبيعة العلاقات بين جهات قطرية وشركاء إسرائيليين. القرار، الذي تزامن مع أزمة إقالة المحقق "رونين بار" – الذي قاد التحقيقات لسنوات – يُثير تساؤلات حول مدى خطورة الأدلة التي تم الكشف عنها، وعلاقتها بتوترات إقليمية متصاعدة، لاسيما بين مصر وقطر.  


من التحقيقات السرية إلى العلنية.. ما القصة؟  


بحسب مصادر إعلامية، فإن التحقيقات التي أُجريت في الكيان الإسرائيلي كانت تُركز على شبهات بتورط جهات قطرية في أنشطة استخباراتية أو سياسية مثيرة للجدل، وهو ما دفع المحقق "بار" إلى المطالبة بتوسيع نطاق التحقيق قبل أن يتم إقالته قبل أيام، في خطوة فُسرت كرد فعل على إحالة القضية إلى المحاكمة. وتشير التقارير إلى أن قرار رفع السرية جاء في سياق ضغوط داخلية وإقليمية، ربما تكون مرتبطة برغبة الأجنحة العسكرية الإسرائيلية في تخفيف التصعيد مع مصر، التي باتت تُشكل – بحسب تحليلات استراتيجية – قوة عسكرية يصعب مجابهتها.  


مصر وقطر.. أزمة ثقة ومفاوضات متعثرة  


من جهة أخرى، تتصاعد حدة التوتر بين مصر وقطر، رغم المحاولات الدبلوماسية الأخيرة. فبينما تتهم الدوحة القاهرة بـ"عدم الجدية" في عروضها التفاوضية، خاصة فيما يتعلق بملف غزة، يرد الجانب المصري بالتشكيك في نوايا قطر، مستشهداً بسحب وفده التفاوضي من جولة سابقة واصفاً المفاوضات بـ"الهزلية". كما تُثار تساؤلات حول أسباب دخول قطر في مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل في اليونان، باستخدام طائرات "الرافال" المتطورة – وهي الطائرات ذاتها التي تمتلكها مصر – فيما يُنظر إليه كاستعداد محتمل لسيناريوهات مواجهة مع القوات المصرية.  


 لماذا تتحفظ مصر على خيار الحرب؟  


في خضم هذه التطورات، يبرز سؤال مركزي: لماذا تتبنى مصر سياسة الصبر الاستراتيجي رغم امتلاكها قدرات عسكرية هائلة؟ الخبراء يرجعون ذلك إلى حسابات دقيقة؛ فمصر – التي تخوض معركة وجودية ضد الإرهاب في سيناء وتدير ملفات إقليمية شديدة التعقيد – تدرك أن أي تصعيد عسكري غير محسوب قد يُحوّلها إلى ساحة صراع تُرسم فيها التحالفات بشكل مفاجئ، حتى من قبل أولئك الذين يرفعون شعارات دعمها اليوم.  


 الدوحة على المحك.. مطالب بالإيضاح  


الضغوط الآن تتجه نحو قطر، المطالبة من قبل أطراف عربية وإقليمية بتوضيح موقفها العلني من هذه الاتهامات، خاصة في ظل غياب نفي رسمي قاطع. فالتسريبات الإعلامية حول "قطر جيت"، والإصرار على شراكات عسكرية مثيرة للجدل، تضع الدوحة في موقف يحتاج إلى شفافية استثنائية لاحتواء الأزمة.  


خاتمة: دروس من التاريخ  


التجارب الإقليمية السابقة تُعلم أن التسرع في خوض الحروب يولد كوارث طويلة الأمد، بينما الحكمة تكمن في قراءة الخريطة الجيوسياسية بعمق. فمصر، التي تدرك ثقل مسؤوليتها التاريخية، ترفض أن تكون أداة في صراعات الآخرين، وتصر على أن تحرير القدس أو حل قضية فلسطين يجب أن يكون مشروعاً جماعياً، لا معركة فردية تُترك فيها وحدها في ساحة المواجهة.  


السؤال الذي ينتظر إجابة الآن: هل ستستجيب قطر لدعوات الإيضاح، أم ستستمر سياسة "الصمت" التي تزيد من تعقيد المشهد؟ الإجابة قد تُحدد ملامح المرحلة القادمة في المنطقة.

تعليقات