التلاحم الوطني: ركيزة الصمود في مواجهة عواصف التحديات"
بقلم : مختار أبوالخير
في خضمِّ عالمٍ تتلاطم فيه أمواج التحديات، وتتصاعد فيه أصوات القوة المُجحفة وانتهاكات حقوق الإنسان، تبرز مصر كقلعةٍ منيعة، تحرسها إرادة شعبٍ واعٍ، وتحميها سواعد أبنائها المخلصين من رجال الجيش والشرطة، وقياداتها السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية، إلى جانب مؤسساتها الاجتماعية والاقتصادية التي تعمل كخلايا النحل في بنيانٍ واحدٍ متماسك.
لعلَّ أبرز ما يُستخلص من واقعنا اليوم هو ذلك **الوعي الوطني المُتنامي**، الذي أصبح سلاحًا فعَّالًا في مواجهة محاولات التشويه والاختراق. فلم يعد خافيًا على المصريين من يقف في خندق الولاء للوطن، ومن يحاول أن يهدم ما يُبنى بعرقٍ وإصرار. هذا الوعي، الذي تُوجَّه به طاقات الأمة، ليس مجرد رد فعلٍ عابر، بل هو ثمرة جهودٍ تراكمية لترسيخ قيم الانتماء، والتعاون بروح الفريق الواحد، كما قال النبي الكريم: *«مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد»*.
إن التعاضد الوطني ليس شعارًا يُرفع، بل منهج عملٍ تُجسده مصر يوميًّا عبر تعاون مؤسساتها كافة، كلٌّ في موقعه: الجندي يحرس الحدود، والقاضي ينصف المظلوم، والمعلم يبني العقول، والطبيب يُداوي الجراح، والمواطن يُشارك برأيه ووعيه. هذا البنيان المرصوص هو ما يجعل مصر تُحاط بدرعٍ داخليٍّ يقاوم محاولات الهدم، خاصةً في ظلِّ ما تواجهه الأمة العربية والإسلامية من تحدياتٍ غير مسبوقة، تتراوح بين الاحتلال والعدوان، ومحاولات تفكيك الهُوية، وفرض منطق القوة بدلًا من العدل.
ولا يُغفل هنا دور **النعمة الإلهية** التي تجلَّت في تماسك الجبهة الداخلية، رغم العواصف الإقليمية والدولية. فمصر، برؤية قيادتها الحكيمة، استطاعت أن تحوِّل التحديات إلى فرص، وتعبر من مراحلَ عصيبةٍ بسلام، لتُرسِّخ مبادئ الحق والخير والسلام التي جاء بها الإسلام، وتُدافع عنها في المحافل الدولية.
وختامًا، فإن الرسالة الأهم هي دعوة كل مواطنٍ إلى أن يكون لبنةً في صرح الوطن، وأن يُدرك أن المعركة الحقيقية هي معركة وعيٍ وإرادة. فبقدر ما نتمسك بوحدتنا، ونُعزز ثقتنا في قيادتنا، ونُدافع عن قرارنا المستقل، سنظلُّ — بإذن الله — شامخين كالجبل، يصون الحق ويحمي الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق