تصاعد التوتر في غزة: مخاوف من هجوم إسرائيلي كبير ومأزق التفاوض على هدنة عاجلة
بقلم مختار أبوالخير
في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، تلوح في الأفق تحولات خطيرة قد تعيد تشكيل المشهد في قطاع غزة، حيث تتقاطع مصالح الفصائل الفلسطينية والدول الإقليمية والقوى الدولية في سباق محموم ضد الزمن. بين رفض مقترحات الهدنة وتحضيرات عسكرية مكثفة، تطفو على السطح تساؤلات حول مصير المدنيين ومخاطر مواجهة قد تطال حدود مصرية-إسرائيلية هشة.
الهدنة المعلقة: رفض دولي ومخاوف من انهيار المفاوضات
تشير مصادر مقربة من ملف التفاوض إلى أن حركة حماس تواجه ضغوطاً غير مسبوقة لقبول مقترح مصري لهدنة إنسانية لمدة 50 يوماً، مقابل إطلاق سراح 5 أسرى أسبوعياً. غير أن تسريبات من داخل الغرف المغلقة تفيد برفض الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر التفاصيل المطروحة، ما يُنذر بتعطيل الصفقة رغم التطلعات الشعبية لـ "خبرٍ سار" يُنهي معاناة الأسر. وفي حين لم تُصدر الأطراف الرسمية توضيحاً قاطعاً، يرى محللون أن التعنت في المفاوضات قد يكون جزءاً من استراتيجية لفرض وقائع جديدة على الأرض.
تحذيرات من عاصفة عسكرية: مخطط "إبادة" وتهجير قسري؟
تستعد إسرائيل، وفقاً لمصادر استخباراتية، لشن هجوم واسع النطاق خلال عيد الفطر، بدعم لوجستي واستخباراتي أمريكي، يشمل نشر 4 ألوية عسكرية إضافية إلى جانب القوات المرابطة في رفح، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 400 ألف جندي. الهدف المعلن، بحسب التقديرات الإسرائيلية، هو "تصفية البنية التحتية للمقاومة"، لكن التسريبات تحذر من نية لتنفيذ عمليات تهجير قسري نحو حدود رفح المصرية، مع تصعيد غير مسبوق في المناطق الشمالية والوسطى قد يصل إلى حد "الإبادة الجماعية".
المخاوف الأكبر تتعلق بسيناريو اختراق الحدود المصرية، حيث قد تندلع مواجهات مباشرة بين الجيشين المصري والإسرائيلي إذا ما تم استهداف السور الحدودي. هنا، تؤكد القاهرة ثبات موقفها الرافض لأي تدخل في سيادتها، لكنها توازن بين حماية الحدود وضغوط دولية لإدارة الأزمة الإنسانية المتوقعة.
رسائل التهديد والرد المصري: لعبة الشطرنج الإقليمية
في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية عن رسالة نقلها الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى القيادة المصرية، تُحذّر من عواقب رفض "مخطط التهجير". الرد المصري جاء غاضباً وغير مسبوق، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية ليلة القدر: "محدش هيقدر يعمل حاجة"، في إشارة واضحة إلى رفض الانصياع للتهديدات الخارجية.
حماس في مرمى النيران: بين الاتهامات بالتواطؤ وحسابات المقاومة
لا تخلو الساحة النقاشية من اتهامات لحركة حماس بأنها "جزء من لعبة أكبر" تُدار من أطراف إقليمية، حيث يرى بعض المحللين أن القيادة الحمساوية تتعامل بــ "سذاجة سياسية" مع الملف، بينما تُحمّلها أطراف أخرى مسئولية التصعيد عبر رفضها التنازلات. في المقابل، تؤكد الحركة تمسكها بحقوق الأسرى ورفضها "صفقات الاستسلام"، ما يضعها في قلب العاصفة.
خاتمة: غزة على صفيح ساخن.. والعالم يراقب!
وسط هذا التشابك، يبقى المدنيون في غزة هم الحلقة الأضعف. فبين مطرقة التهجير وسندان المواجهات، تتعالى أصوات منظمات حقوق الإنسان لوقف الكارثة الإنسانية قبل فوات الأوان. السؤال الذي ينتظر إجابة: هل تنجح الدبلوماسية المصرية والدولية في كبح جماح الحرب، أم أن المنطقة مقبلة على فصل دموي جديد يُعيد رسم الخرائط؟
---
**دعوة أخيرة:**
في خضم هذه العاصفة، يبقى الأمل متعلقاً بحكمة القيادات وصمود الشعبين المصري والفلسطيني. فكما قال المصريون القدماء: "الأرض لا تُورث.. تُنتزع". والله من وراء القصد.
تعليقات
إرسال تعليق