القائمة الرئيسية

الصفحات

حرب البقاء: نداء عاجل للأمة العربية في مواجهة التحديات المصيرية



حرب البقاء: نداء عاجل للأمة العربية في مواجهة التحديات المصيرية


بقلم: مختار أبوالخير 



مقدمة: ساعة الصفر تدق... وأسئلة التاريخ تُلاحق
 

لم يَعُدْ هناك مجالٌ للتأويل أو التأجيل. تدق ساعة الحسم في منطقتنا العربية، حيث تتربص التحديات الوجودية بأمتنا من كل اتجاه. القضية الفلسطينية، القضية التي هُزمت فيها الجيوش وتُرجمت فيها المآسي، لم تَعُد مجرد قضية سياسية، بل أصبحت اختبارًا لإنسانيتنا، وضميرنا الجماعي، ومكانتنا أمام التاريخ. اليوم، تُطالب الأمة العربية باتخاذ قرارات مصيرية: إما أن تنهض من سباتها وتواجه التحديات بعقلية الثوار، أو تُسجل في سجل الخزي كأمةٍ فضلت الصمت على المواجهة.


1. القواعد العسكرية الأمريكية: شوكة في خاصرة السيادة

 

ليست القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة مجرد "اتفاقيات دفاعية"، بل هي قيودٌ تُكبِّل سيادة الدول وتجعلها رهينةً للمصالح الغربية. كيف تقبلُ أمةٌ تُفاخر بتاريخها العسكري المجيد أن تكون أراضيها مراكزَ لشن حروبٍ تخدم أجنداتٍ استعمارية؟ الحلُّ واضح: إما التفاوض لإزالتها سلميًا، أو اتخاذ إجراءات صارمة لتصفية وجودها، كما فعلت العراق عام 2011. فـ"الضيافة" لا تعني التنازل عن الكرامة.


2. النفط: السلاح الاستراتيجي الذي يُهدَر


يمتلك العالم العربي 55% من احتياطيات النفط العالمية، لكنه يُحوِّل هذا السلاح إلى ورقة ضعفٍ حين يُصدره لدول تدعم إسرائيل. قطع إمدادات النفط عن أمريكا وحلفائها ليس خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل هو ضربة استراتيجية ستُعيد رسم خريطة التحالفات. ففي عام 1973، نجح الحظر النفطي في تغيير موازين القوة، واليوم، مع تحولات الطاقة العالمية، قد تكون الضربة أقوى.


3. الصفقات المشبوهة: من "الاستثمار" إلى الخيانة


تُحوِّل الصفقات الاقتصادية العملاقة مع دول الخليج وغيرها — والتي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات — الثروات العربية إلى أداةٍ لتمويل أعداء الأمة. حان الوقت لتحويل هذه الأموال إلى تعزيز الصناعات العسكرية المحلية، وبناء تحالفات مع قوى عالمية بديلة مثل الصين وروسيا، التي تقدم أسلحة متطورة تُحفِّز القوة الذاتية بدلًا من الاستسلام للهيمنة الغربية.


4. الملاحة البحرية: نقاط الاختناق التي تُقلق الغرب

قناة السويس والخليج العربي شريانان حيويان للتجارة العالمية. منع السفن الأمريكية والإسرائيلية من المرور هنا ليس إجراءً رمزيًا، بل هو إعلانٌ عمليٌّ عن رفض التبعية. التاريخ يذكر كيف غيَّر قرار جمال عبد الناصر بتأميم القناة عام 1956 مسار الصراع، واليوم، قد يُعيد العرب الكرة لفرض هيبتهم.


---

5. المقاطعة الاقتصادية: سلاح الفرد العربي

  

لم تَعُد المقاطعة مجرد هاشتاغ، بل أصبحت ضرورةً وطنية. نجحت حركة المقاطعة العالمية (BDS) في خسائر إسرائيلية تقدر بمليارات الدولارات، لكن الأثر سيكون أعظم لو تحولت المقاطعة إلى قرارٍ عربي شامل لكل المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، مع فرض عقوبات على الدول الداعمة لهما. فـ"الاقتصاد" لغة يفهمها الغرب جيدًا.


6. التنسيق مع مصر: القيادة التي تنتظرها الأمة

 

لا يُمكن فصل دور مصر الاستراتيجي عن أي معركة عربية مصيرية. بموقعها الجيوستراتيجي وقدراتها العسكرية، يجب أن تكون مصر قائدة المحور العربي، مع توفير الدعم المالي والعسكري الكامل لها. ففي حرب أكتوبر 1973، كانت مصر العقل المدبر للانتصار، واليوم، تحتاج الأمة إلى إعادة إنتاج هذه الروح تحت قيادة واحدة.


7. الجبهة الدينية والتاريخية: بين "أكل الثور الأبيض" ومسؤولية اليوم


عندما قال الإمام علي بن أبي طالب: "أَكلَتْ يومَ أكل الثورُ الأبيض"، كان يُحذر من التهاون في لحظات المصير. اليوم، الثور الأبيض هو التطبيع والتبعية والانقسامات العربية. فكما التهمت الحروبُ دولًا عربية، قد تأتي اللحظة التي تُحاكم فيها الأجيال القادمة آباءها على تخاذلهم.


خاتمة: الصحوة الأخيرة... أو الفناء

الأمة العربية أمام مفترق طرق: إما أن تستفيق لتوحد صفوفها، وتحرر أراضيها، وتعيد بناء تحالفاتها، أو تُسجل كشاهد زور على مذبحة التاريخ. القضية الفلسطينية ليست مجرد أرضٍ محتلة، بل هي مرآةُ كرامة الأمة. فـ"الموت خيرٌ من الحياة على ركبة"، كما قال الشاعر. لقد دقت ساعة الصفر، والسؤال: هل سنكون عند مستوى التاريخ، أم سنُضاف إلى قائمة الأقزام؟

تعليقات