القائمة الرئيسية

الصفحات

تصاعد التوترات الإقليمية: تحركات عسكرية ومخاوف من صراعات طائفية في الشرق الأوسط


تصاعد التوترات الإقليمية: تحركات عسكرية ومخاوف من صراعات طائفية في الشرق الأوسط


بقلم مختار أبوالخير 


في ظل تطورات متسارعة تشهدها المنطقة، تبرز تحركات الأسطول الخامس الأمريكي – الذي يُعتبر أحد أقوى التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الأمريكي – كعلامة على تصاعد التوترات، خاصةً بعد استهداف جماعة الحوثي في اليمن، التي توصف بأنها "الذراع الإيراني المتبقي" في البلاد. هذه التحركات تفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية تحول الصراعات الإقليمية إلى مواجهات أوسع ذات أبعاد مذهبية، وسط تحذيرات من تداعيات قد تعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.  


اليمن والعراق: بوابات المواجهة


تشير تقارير محللين إلى أن استهداف الحوثيين ليس نهاية المطاف، بل قد يمتد إلى ملف العراق، حيث تتصاعد المخاوف من رفض المليشيات الشيعية المسلحة الاندماج في الحكومة العراقية أو تسليم أسلحتها، ما يهدد باندلاع صراع داخلي بين المكونين السني والشيعي. هذه السيناريوهات تعيد إلى الأذهان تحذيرات سابقة من أن المنطقة قد تشهد حرباً طائفية مدمرة، لا سيما مع تزايد دور القوى الخارجية في تأجيج الانقسامات.  


سوريا ولبنان: دوامة العنف المتجددة


من جهة أخرى، يُلاحظ تصاعد الاشتباكات في سوريا، حيث دخلت فصائل مثل "ملشيات أحمد الشرع" (المعروفة سابقاً بقيادة أبو محمد الجولاني) في مواجهات مع فصائل شيعية، بينها حزب الله، وذلك بعد قصف الجيش السوري مواقع تابعة للحزب في لبنان. هذه التطورات تأتي بالتزامن مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية، مما يغذي نظريات عن مخططات إقليمية تُعيد رسم التحالفات تحت مظلة دعم دولي وتمويل خليجي، وفقاً لبعض المراقبين.  


مصر بين تحديات متعددة

 

لا تقتصر التحديات على دول المشرق العربي، فمصر تواجه ضغوطاً متشابكة، بدءاً من أزمة سد النهضة الإثيوبي، التي تهدد أمنها المائي، مروراً بالتطورات في باب المندب، وصولاً إلى تجدد المواجهات في غزة. هذه العوامل تضع القاهرة في قلب مخاطر إستراتيجية، ما يستدعي يقظةً دوليةً وإقليميةً لاحتواء الأزمات قبل تفاقمها.  


مخاوف من "حرب طائفية" ومستقبل مجهول
  

يرى مراقبون أن المشهد الحالي قد يمهد لصراعات عرقية وطائفية واسعة، قد تؤدي إلى خسائر بشرية هائلة، وسط تحذيرات من أن هذه الفوضى تُسهِّل تحقيق أجندات خارجية، منها ما يُشار إليه بـ"دولة إسرائيل الكبرى". لكن آخرين يشككون في هذه السيناريوهات، مؤكدين أن تعقيدات المنطقة لا يمكن اختزالها في صراع مذهبي، وأن الحلول السياسية تبقى ممكنةً إذا تجنبت الأطراف الخارجية التدخلات التدميرية.  


ختاماً

بينما تتزايد التحليلات عن أيامٍ مصيريةٍ تنتظر المنطقة، تبرز الحاجة إلى حوارٍ عربيٍّ جادٍّ يعزز الوحدة، ويُفَوِّت الفرصة على من يسعى لتحويل الخلافات إلى حروب أهلية. فالتاريخ يذكر أن الشرق الأوسط، رغم هشاشته، ظلّ صامداً أمام أعاصير التفتيت بفضل إرادة شعوبه وقدرتها على تجاوز المحن. فهل يكون التدبير الإلهي – كما يرى البعض – هو الحل الوحيد؟ أم أن الأمل ما زال قائماً في إرادة الإنسان؟ السؤال ينتظر إجابة الأيام القادمة.  


—  

*هذا المقال يعكس وجهات نظر محللين ولا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة. 

تُناشد هيئة التحرير جميع الأطراف بالتحلي بالحكمة وعدم الانجرار إلى تصعيد يفتت المنطقة.*

تعليقات