تصاعد المواجهات في السودان وردود مصرية وإقليمية حاسمة
بقلم مختار أبوالخير
مقدمة
تشهد السودان تصعيداً عسكرياً غير مسبوق في ولايات متفرقة، حيث تواصل القوات المسلحة السودانية بدعم مصري عملياتها ضد قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). يأتي هذا التصعيد بعد خطاب الأخير الذي هدد فيه بالعودة إلى الخرطوم، ما دفع مصر إلى تدخل علني لدعم الحكومة الشرعية. وفي سياق متصل، ترفض القاهرة دعوات إثيوبيا لمفاوضات جديدة حول سد النهضة، بينما تتكثف الضغوط العسكرية على أديس أبابا عبر تحالفات إقليمية.
معارك الحسم في السودان: تقنية عالية وخسائر فادحة
منذ فجر اليوم، تشهد ست ولايات سودانية معارك طاحنة، أبرزها في العاصمة الخرطوم، حيث تستهدف القوات المشتركة (الجيش السوداني، قوات النخبة المدعومة مصرياً، والطيران المسير) مواقع قوات الدعم السريع. وبحسب مصادر مطلعة، تم استخدام تكنولوجيا متقدمة لتصفية القناصة وتطهير مناطق حيوية مثل القصر الجمهوري وجنوب الخرطوم.
في دارفور، تكبدت قوات حميدتي خسائر كبيرة وهروباً جماعياً للمرتزقة بعد ضربات جوية وبريّة من عدة اتجاهات. كما تمت تصفية 16 موقعاً استراتيجياً للدعم السريع في ولاية النيل الأزرق، بينما تواصل قوات النخبة في ولاية الجزيرة تقدمها بدعم جوي مكثف.
الرد المصري على تهديدات حميدتي: "الكلام بالنار
جاء التحرك المصري المعلن بعد خطاب حميدتي الأخير، الذي هدد فيه باجتياح الخرطوم ووصف الدعم الخارجي للجيش السوداني بـ"الفاشل"، في إشارة غير مباشرة إلى مصر. ورداً على ذلك، عززت القاهرة دعمها اللوجستي والتقني للخرطوم، بما في ذلك تدريب قوات النخبة السودانية وتوفير غطاء استخباراتي. كما أعلنت مصر عن خطط لإعادة النازحين السودانيين من ولايات مُطهَّرة إلى مناطق آمنة، مؤكدةً أن تكاليف إعادة الإعمار ستُغطى من موارد السودان الداخلية.
مصر وإثيوبيا: رفض المفاوضات وضغوط متعددة الجبهات
رفضت مصر رسمياً دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإجراء مفاوضات جديدة حول سد النهضة، مشددةً على التزامها بالشروط السابقة مع إضافة مستجدات ستُعلن لاحقاً. وفي الوقت ذاته، تشهد الحدود الإثيوبية مع الصومال وجيبوتي وإريتريا وكينيا عمليات عسكرية مكثفة تستهدف الجماعات المسلحة المدعومة من أديس أبابا، وسط تقارير عن تقدم قوات معارضة لإدارة آبي أحمد باتجاه العاصمة.
غزة: تصعيد إسرائيلي وموقف مصري حذر
أكدت مصادر دبلوماسية أن إسرائيل والولايات المتحدة طلبتا من مصر تخفيف التصعيد العسكري قرب حدود سيناء وغزة، خوفاً من انفجار الأوضاع. وفي غزة، تتواصل المواجهات بين الجيش الإسرائيلي والمقاومات الفلسطينية، مع تقارير عن سقوط عشرات المدنيين ضحايا. وأعلنت مصر استمرار دعمها للقضية الفلسطينية دون المساس بأمنها القومي، في وقت تتزايد الانتقادات لـ"حماس" بسبب اتهامات بالتواطؤ.
خاتمة: تحالفات إقليمية وتداعيات دولية
تشهد المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة، مع تقارب مصري سعودي إماراتي لدعم الاستقرار في السودان، وضغوط متزايدة على إثيوبيا. وفي ظل صمت أمريكي ملحوظ، تبدو مصر لاعباً محورياً في إعادة رسم التوازنات الإقليمية، بينما تبقى الأوضاع في غزة جمراً تحت الرماد.
تعليقات
إرسال تعليق