معركة التهجير الفلسطيني: أبعاد جيوسياسية جديدة وصراعٌ يتخطى الحدود"
بقلم: مختار أبوالخير
في ظل تصاعد الأحداث المتعلقة بالقضية الفلسطينية، تبرز معركةٌ جديدة تتجاوز حدود الجغرافيا التقليدية، لتصبح الكرة الأرضية بأكملها ساحةً لصراعٍ استراتيجي. مصر، التي التزمت بمنع التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين، تُحوِّل هذه القضية إلى قضية عالمية، حيث لم تعد المعركة محصورةً في سيناء أو قطاع غزة، بل امتدت لتشمل دولاً وقارات، مع ظهور اقتراحات مثيرة للجدل حول "وطن بديل" تتنافس فيها أطراف إقليمية ودولية.
السودان: بين انهيار "حميدتي" وفخّ التفتيت
تبدأ الحكاية من السودان، الدولة التي تشهد حالةً من الانهيار الدراماتيكي منذ سقوط نظام البشير. ما كان يُنظر إليه كـ"انتصار محتمل" لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تحوّل إلى سيناريو كابوسي مع تصاعد الاشتباكات التي اجتاحت الخرطوم وولايات أخرى، بدءاً من جبل مويا مروراً بالجزيرة وصولاً إلى العاصمة. يطرح الكاتب تساؤلاً جوهرياً: هل يُعدّ هذا الانهيار مفاجئاً أم أنه نتيجة ضغوط خارجية لخلق فوضى تُمهِّد لاستغلال السودان كوجهة تهجير؟ تشير التطورات إلى أن السودان، الغني بموارده والغارق في صراعاته، قد يصبح حلقةً في سلسلة المخططات الإقليمية إن لم يتم احتواؤه.
الصومال: محاولة اغتيال تفضح المخططات
في الصومال، كادت محاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود أن تشعل شرارة الفوضى. تفاصيل الحادث – الذي نجا فيه الرئيس مع تعرض سيارته لـ50 إصابة – تُثير شكوكاً حول أطراف تهدف إلى تفكيك الصومال عبر إضعاف سلطته المركزية. الكاتب يؤكد أن تدخلاً استباقياً (يشير ضمناً إلى دور مصري أو عربي) حال دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية جديدة، في إشارة إلى جهود مكافحة الانفصاليين والمجموعات المسلحة. السؤال هنا: هل كانت الصومال ستتحول إلى "أرض بديلة" لو نجحت المحاولة؟
إندونيسيا: احتجاجات تفضح الرفض الشعبي
أما في إندونيسيا، فجاءت المظاهرات العنيفة في جاكرتا رفضاً قوياً لأي محاولة لربطها بخطط التهجير. رغم التصريحات الرسمية لنفي الاستعداد لقبول فلسطينيين، إلا أن التوقيت المتزامن مع إعلانات إعلامية إسرائيلية عن نقل 100 فرد من القطاع يُشير إلى لعبة إعلامية مُمنهجة. تُظهر إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث السكان، أن شعوباً لن تقبل أن تكون جزءاً من "حلول" تمسّ حقوق الفلسطينيين.
ليبيا: شرقٌ يغلي وصفقاتٌ مكشوفة
أحدث الاقتراحات جاءت من شرق ليبيا، حيث تُكشف تدريجياً علاقات رئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة مع كيان الاحتلال، كما أعلنت وزيرة خارجيته السابقة. الكاتب يحذّر من أن السير في هذا المسار – الذي سبق أن دفع آخرين إلى مصير مجهول – سيُحوِّل ليبيا إلى ساحة لصراع جديد، خاصةً مع تنافس القوى الدولية على النفوذ فيها.
خاتمة: الكوكب ساحة معركة... والوعي سلاح
المشهد العالمي اليوم يؤكد أن معركة التهجير لم تعد محلية، بل تحوّلت إلى حرب استراتيجية تُدار بعناية. الدول المذكورة ليست سوى أمثلة على سيناريوهات قد تتكرر في أماكن أخرى، ما يستدعي يقظةً عربية ودولية لمواجهة محاولات تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها. السؤال الأكبر: هل يُدرك العالم أن استقراره مرتبطٌ بعدالة هذه القضية
تعليقات
إرسال تعليق