القائمة الرئيسية

الصفحات

صفعة السيسي لأمريكا والغرب: مصر تعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة


صفعة السيسي لأمريكا والغرب: مصر تعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة


بقلم مختار أبوالخير 


في تصريحٍ جريءٍ وواضح، أرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالةً قويةً إلى العالم، مفادها أن مصر لن تسمح بتهجير سكان غزة، ولن تتنازل عن حقوقها السيادية أو أمنها القومي تحت أي ضغوط دولية. هذا التصريح لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل كان بمثابة صفعة دبلوماسية وعسكرية لأمريكا وحلفائها، الذين حاولوا فرض أجنداتهم على المنطقة.


### التهجير خط أحمر: مصر ترفض المساومة على أمنها


في قمة عربية عُقدت مؤخرًا في مصر، أكد الرئيس السيسي أن مصر ستشارك في إعادة إعمار غزة، لكن دون تهجير سكانها. هذا الموقف الحازم جاء ردًا على محاولات إسرائيلية وأمريكية لفرض حلولٍ تتناقض مع المصالح المصرية. السيسي أعلن بكل وضوح: "لا للتهجير.. هذا خط أحمر". 


هذا التصريح لم يكن مجرد تأكيد على الموقف المصري الثابت، بل كان أيضًا رسالةً إلى الكيان الإسرائيلي بأن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وهو ما يعتبر انتهاكًا لاتفاقية كامب ديفيد التي تحظر وجود قوات عسكرية عدائية على الحدود المصرية. وبذلك، وضع السيسي إسرائيل وأمريكا أمام خيارين: إما احترام السيادة المصرية، أو مواجهة عواقب سياسية وعسكرية غير مسبوقة.


### تحديث الجيش المصري: من التبعية إلى الاستقلال


منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في عام 2014، شهد الجيش المصري نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخه الحديث. فقد اتخذ السيسي قرارًا استراتيجيًا بتنويع مصادر التسليح، بدلًا من الاعتماد على مصدر واحد، وهو ما كان يعرقل القرار المصري ويجعله رهينة للضغوط السياسية الدولية.


فقد قامت مصر بشراء أسلحة متطورة من عدة دول، بما في ذلك فرنسا (طائرات الرافال)، وروسيا (مقاتلات السوخوي-35)، والصين، وألمانيا، وحتى الولايات المتحدة. هذا التنويع لم يكن عشوائيًا، بل كان جزءًا من استراتيجية أعمق تهدف إلى تحرير القرار الوطني المصري من التبعية لأي قوة خارجية.


### مصر تصنع أسلحتها: الاستقلال التام


لم يقتصر الأمر على شراء الأسلحة، بل قامت مصر بخطوة تاريخية نحو تصنيع أسلحتها محليًا. فقد أطلقت عدة مشاريع لتصنيع الأسلحة بمعايير عالمية، مما جعلها دولةً قادرةً على تلبية احتياجاتها الدفاعية دون الاعتماد الكلي على الخارج. هذا التوجه عزز من قوة الجيش المصري وجعله قادرًا على مواجهة أي تهديدات محتملة، سواء من إسرائيل أو من أي قوى إقليمية أخرى.


### الردع المصري: رسالة إلى الأعداء


لم تكن هذه التحركات العسكرية مجرد تحديث تقني، بل كانت أيضًا رسالةً واضحةً إلى الأعداء بأن مصر لم تعد كما كانت في الماضي. ففي عام 2020، عندما حاولت تركيا التحرش بمصالح مصر في ليبيا، كان الرد المصري حاسمًا. فقد أعلن السيسي أن خط سيرت الجفرة في ليبيا هو "خط أحمر"، وتم ردع القوات التركية دون إطلاق رصاصة واحدة. هذا الموقف أظهر قوة الردع المصري وقدرته على حماية مصالحه الإقليمية.


### فلسفة السيسي: الاستقلال الوطني فوق كل شيء


فلسفة الرئيس السيسي في تحديث الجيش المصري لم تكن مجرد استجابة لتحديات عسكرية، بل كانت جزءًا من رؤية أوسع لتحرير القرار الوطني من أي تبعية خارجية. فقد أدرك السيسي أن الاعتماد على مصدر واحد للتسليح يجعل مصر عرضة للضغوط السياسية، كما حدث في الماضي عندما كانت مصر تعتمد بشكل شبه كلي على الأسلحة السوفيتية، ثم الأمريكية.


اليوم، مصر لديها تنوع في مصادر التسليح يجعلها قادرة على مواجهة أي تهديدات، سواء من إسرائيل أو من أي قوى إقليمية أخرى. هذا التنوع أيضًا جعل مصر قادرة على الصمود في وجه العقوبات الدولية، كما حدث في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استطاعت مصر الحفاظ على تدفق الأسلحة دون انقطاع.


### مستقبل مصر: قوة إقليمية لا تُقهر


بفضل هذه الاستراتيجية، أصبحت مصر قوةً إقليميةً لا يُستهان بها. فالجيش المصري اليوم يمتلك أحدث الأسلحة، من طائرات الرافال الفرنسية إلى منظومات الدفاع الجوي الروسية، مرورًا بالغواصات الألمانية وحاملات المروحيات. هذه القوة العسكرية جعلت مصر قادرةً على فرض سيطرتها على أراضيها، من سيناء إلى الحدود الليبية، وحتى منابع النيل في الجنوب.


في النهاية، يمكن القول إن الرئيس السيسي قد نجح في تحويل مصر من دولةٍ تعتمد على الآخرين في أمنها، إلى دولةٍ قادرةٍ على حماية نفسها وفرض إرادتها على المنطقة. هذه النقلة النوعية لم تكن فقط انتصارًا عسكريًا، بل كانت أيضًا انتصارًا للاستقلال الوطني والسيادة المصرية.

تعليقات