الهند وباكستان على حافة الهاوية: من يقف وراء التصعيد المفاجئ؟ تحليل استثنائي للأزمة التي هزت العالم
بقلم مختار أبوالخير
في تطورات مُفاجئة هزت المنطقة والعالم، أقدمت الهند وباكستان على خطوات غير مسبوقة خلال 48 ساعة فقط: سحب السفراء، وطرد الدبلوماسيين، وإغلاق الحدود، ومنع السفر بين البلدين، وقطع العلاقات بشكل شبه كامل. هذه الإجراءات المتسارعة تطرح أسئلةً مُقلقة: **من أشعل فتيل الأزمة؟** و**لماذا الآن؟** وهل نحن أمام حرب جديدة بين عملاقين نوويين؟
الخلفية: تاريخ من العداء.. وحاضرٌ مُتفجِّر
لا يُفهم التصعيد الحالي دون الغوص في جذور الصراع الذي يعود إلى عام 1947 مع تقسيم شبه القارة الهندية، واشتعال النزاعات على كشمير ومياه نهر السند. لكن اللافت اليوم هو أن الأزمة **خرجت عن السياقات التقليدية**؛ فـ"قصة النهر" أو الخلافات المائية – كما يصفها محللون – ليست السبب الجوهري، بل هناك **لعبة سياسية أكبر** تُدار بعيداً عن الأضواء.
اللغز الأول: من يقف خلف الاغتيال الذي أشعل الأزمة؟
الحدث المفصلي كان هجوماً غامضاً أدى إلى مقتل شخصية مؤثرة (لم تُكشف هويتها بعد)، ما دفع الهند إلى اتهام باكستان بالتواطؤ، وردت الأخيرة بتصعيد غير مسبوق. هنا تتداخل الروايات:
- هل هو صراع داخلي بين أجهزة مخابرات البلدين؟
- أم تدخل لجهة ثالثة تُحاول تفجير المنطقة؟
- بعض التحليلات تشير إلى أن "الاغتيال" قد يكون ذريعة لتحريك مشاعر القومية وتشتيت الرأي العام عن أزمات داخلية.
اللغز الثاني: توقيت التصعيد.. لماذا الآن؟
التوقيت مُحيِّر! فالهند تُعزز علاقاتها الخليجية والعالمية بشكل لافت: رئيس وزرائها **ناريندرا مودي** زار السعودية وعُمان والإمارات خلال أسابيع، واستُقبل بحفاوة. فكيف تفسر انفجار الأزمة في ذروة تحسن صورتها الدولية؟
- هل هناك من يُريد إضعاف تحالفات الهند الجديدة؟
- هل تُحاول الصين – عبر باكستان – إعادة ترسيم خريطة النفوذ في آسيا؟
- أم أن واشنطن تُحارب النفوذ الصيني عبر خلق بؤر توتر؟
"المشهد أشبه بحرب بالوكالة.. قد تكون الصين وأمريكا طرفاً خفياً في لعبة الشطرنج هذه، خاصة مع التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة قرب حدود الصين".
القوة العسكرية: لعبة نووية بمواجهة تقليدية
الهند وباكستان تمتلكان **واحدة من أخطر الجيوش عالمياً** (ضمن العشر الأوائل)، مع ترسانة نووية وحدود ممتدة لـ3350 كم. أي مواجهة بينهما قد تتحول إلى **كارثة إقليمية وعالمية**، خاصة مع وجود قواعد عسكرية دولية في المحيط الهندي، مثل جزر المالديف التي تُشير بعض النظريات إلى رغبة أمريكية بإنشاء قواعد فيها.
نظريات المؤامرة: من الإخوان إلى إثيوبيا!
انتشرت إشاعات تربط الأزمة بجماعات إرهابية أو حتى بصراع على موارد مائية مع سد النهضة الإثيوبي، لكن خبراء يستبعدون هذه الروابط ويصفونها بـ"الإلهاء الإعلامي". فالأزمة الحالية – بحسب المراقبين – **صراع جيوسياسي بحت**، وليست مؤامرات خفية.
السؤال الأكبر: ما الخطوة التالية؟
السيناريو الأسوأ هو حرب محدودة تخرج عن السيطرة، خاصة مع تعنت الطرفين. لكن المؤشرات تُشير إلى أن المجتمع الدولي – بقيادة السعودية والإمارات – قد يلعب دور الوساطة. فهل نرى حرباً أم مفاوضات؟ الإجابة تعتمد على **من يربح سباق التصعيد**... ومن يدفع الثمن.
الخاتمة:
العالم يترقب.. فاشتعال الحرب بين الهند وباكستان لن يُدمر شبه القارة الهندية فحسب، بل سيُغيّر خريطة التحالفات العالمية. الساعة تدقّ، والدماء قد تكون أقرب من السلام!

تعليقات
إرسال تعليق