مصر في مواجهة التحديات: صمود اقتصادي وعسكري في زمن الاضطرابات العالمية
بقلم : مختار أبوالخير
القاهرة - في خضم تصاعد التصريحات الدولية والضغوط الخارجية، تبرز مصر كقوة صامدة في منطقة الشرق الأوسط، مدعومة بإرادة شعبية وقيادة استراتيجية، وفقاً لتحليلات محلية تستند إلى إنجازات ملموسة على الأرض.**
من تخويف الشعوب إلى مواجهة الأنظمة: تحول في الاستراتيجيات
تشهد الساحة الدولية تحولاً لافتاً في أساليب الضغط السياسي، حيث تنتقل بعض القوى العالمية من محاولات التأثير على الرأي العام عبر نشر المخاوف إلى توجيه التهديدات المباشرة للأنظمة والحكومات. وفي هذا السياق، يُنظر إلى التصريحات الأخيرة التي تُنسب إلى مبعوثي الإدارة الأمريكية على أنها محاولة لزعزعة استقرار دول عربية، وعلى رأسها مصر، عبر تسويق سرديات مثيرة للقلق حول الانهيار الاقتصادي أو الأمني. لكن الرد المصري جاء حاسماً: **"فشل تخويف الشعوب، ولن تنجح لعبة تخويف القيادات"**.
الاقتصاد المصري: أرقام تُفحم الروايات المُضللة
واجهت مصر في السنوات الأخيرة عاصفة من التحديات الاقتصادية العالمية، لكنها خرجت منها بسياسات استباقية أعادت تعريف المرونة الاقتصادية. ففي عام ٢٠٢٣، سددت الدولة **٤٠ مليار دولار من الديون الخارجية**، وهو أكبر سداد في تاريخها، وفقاً لبيانات البنك المركزي. كما قفز الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى مستويات قياسية، مدعوماً بزيادة مخزون الذهب، الذي يُعتبر ركيزةً استراتيجية في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية.
أما عن سردية "البطالة الكارثية"، التي تروجها بعض التقارير الخارجية، فيكفي التشكيك في منهجية القياس: فالنسبة المذكورة (٤٥٪) تُطبق على فئة الشباب تحت ٢٥ عاماً، وهي فئة ما تزال في طور التعليم أو الخدمة العسكرية، بينما تبلغ البطالة الفعلية بين القادرين على العمل **٦.٤٪**، وفقاً لأرقام رسمية.
الرد العسكري: جيشٌ يُعيد كتابة قواعد الردع
لا تنفصل القوة الاقتصادية عن القوة العسكرية في المعادلة المصرية. فالجيش المصري، الذي يُصنف كأقوى جيش في المنطقة، بات يمتلك ترسانة متطورة من الأسلحة والتحالفات الاستراتيجية، مدعوماً بتجربة قيادية "مخضرمة"، كما يصف المحللون الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي خرج من عباءة المؤسسة العسكرية والمخابرات.
وفي إشارة إلى التهديدات المُبطنة بنشر حاملات طائرات أمريكية في المنطقة، يعلق مصدر عسكري رفيع لـ"صحيفتنا": **"المتوسط بحرنا، ونعرف كيف نحميه. من يرسل حاملات فليستعد لدفع فاتورة استعراض القوة"**، في إشارة إلى الحوادث السابقة التي تعرضت فيها سفن أجنبية لأعطال مفاجئة في المياه الإقليمية المصرية.
الشرق الأوسط الجديد: تحالفات تُعيد رسم الخريطة
لم تعد مصر وحدها في مواجهة التحديات. فالتنسيق مع السعودية والإمارات والأردن يشكل جبهةً عربية صلبة. ومن اللافت أن السعودية أوقفت مؤخراً استثماراتها في الولايات المتحدة، بينما ربطت الإمارات استثماراتها بضمانات بعدم تدويل الأزمات الإقليمية. كما أن زيارة الرئيس الإماراتي الأخيرة إلى القاهرة، بعد عودته من واشنطن، تُقرأ في أوساط دبلوماسية كرسالة واضحة: "الشرق الأوسط يُحدد مصيره بيده".
الدرس المستفاد: وعي الشعب سلاحٌ لا يُقهَر
ربما يكون العامل الأهم في المعادلة هو الوعي الشعبي المصري. فبعد مرور أكثر من عقد على أحداث ٢٠١١، يرفض المصريون اليوم الانجرار وراء خطابات التفكيك، واختبروا عملياً ثمن الفوضى. يقول أحمد محمد، شاب في الثلاثينيات: **"دفعنا فواتير الماضي بدماء أبنائنا. اليوم ندرك أن الاستقرار خط أحمر"**.
الخلاصة: مصر لم تُعلن الاستعداد... بل هي تُعيد صنع التاريخ
في ظل قيادة تُجسد خبرة الأمن والاستخبارات، وبجيش يحمل ترسانة القرن الحادي والعشرين، لم تعد مصر تُدافع عن وجودها فحسب، بل تُعيد تأكيد دورها كقطب إقليمي يُشارك في صنع النظام العالمي الجديد. وكما قال الرئيس السيسي في خطابٍ سابق: **"من يحاول فرض وصايته علينا، فليعدّ نفسه لمواجهة شعبٍ يعرف ثمن الأرض والكرامة"**.
تعليقات
إرسال تعليق