أَفْتَقِدُكِ أُمّي... وَأَكْثَر...
بقلم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ- ألمانيا
أُمّي الحَبيبَة...
هَلْ تَعْلَمينَ... كَمْ افْتَقَدْتُكِ أَنا؟
في كُلِّ مَجْلِسٍ كُنْتُ فيهِ... وَخاصَةً الّذي كانَ مِنْها في بَيْتِنا...
افْتَقَدْتُكِ... كُلَّما رَأَيْتُ قَطَراتِ النَّدى...
رَأَيْتُها عَلى أَزْهارٍ... كانَتْ قَدْ زَرَعَتْها يَداكِ في حَديقَتِنا...
أَفْتَقِدُكِ الآنَ... وَسَأَبْقى كَذَلِكَ... حَتّى لَوْ بَعْدَ أَلْفِ سَنَة...
فَهَلْ بِالإِنْسانِ أَنْ يَنْسى... تِلْكَ الّتي وَهَبَتْهُ الحَياة؟
أَنْتِ يا أُمّي الآنَ في مَكانٍ... لا يَعْلَمُهُ إِلّا الله...
إِلّا أَنَّني أَشْعُرُ بِوُجودِكِ... كَما أَنَّني أَراكِ... في كُلِّ وَجْهٍ أَلْقاه...
أَسْمَعُ صَوْتَكِ... كَصَدًى لِصَوْتي... عِنْدَ تِلاوَتي لِلصَّلاة...
أَسْمَعُهُ يَتَوَسَّلُ إِلى اللهِ... كَيْ يَكُفَّ عَنّي كُلَّ بَلاء...
"هَذِهِ ابْنَتي... أَسْتَوْدِعُكَ إِيّاها... فَاحْمِها رَبّي مِنْ شَرِّ الغُرَباء..."
فَما أَنْ نُتِمَّ صَلاتَنا... إِلى أَنْ تَتَوَلَّدَ لَدَيَّ رَغْبَةٌ جامِحَةٌ لِلْعَطاء...
أَلَمْ تَكوني أَنْتِ كَذَلِكَ... مُناصِرَةً في حُبِّكِ دائِمًا لِلضُّعَفاء؟
أَلَمْ تُريدينا يا أُمّاهُ مِنَ الأَقْوِياء؟
تَزورينَني مِرارًا في أَحْلامي... تُكَلِّمينَني... فَأَتَنَفَّسُ عِنْدَ صَحْوَتي الصُّعَداء...
أَنْتِ... حَتّى في غِيابِكِ حاضِرَةٌ... لِأَنَّني إِذا ما نِمْتُ باكِيَةً... تَكونينَ أَوَّلُ حُضْنٍ أَلْقاه...
تَمامًا كَما كُنْتِ لي... عِنْدَما كُنْتُ أَنا في عِزِّ صِباي...
أَتَذْكُرينَ... عِنْدَما كُنْتُ أَشْكو إِلَيْكِ بِالبَشَرِ قِلَّةَ الوَفاء؟
وَكُنْتِ تَرْفَعينَ مِنْ مَعْنَوِيّاتي... مُطالِبَةً إِيّايَ بِالبقاء...
البقاءِ عَلى ما رَبَّيْتُماني عَلَيْهِ أَنْتِ وَوالِدي... الّذي ما كانَ في حَياتِهِ أَبَدًا... مِنَ الجُبَناء...
رَحِمُكُما اللهُ... وَطَيَّبَ ثَراكُما... وَأَسْلَمَ روحَكُما... إِلى أَنْ يَحينَ بَيْنَنا مَوْعِدُ اللِّقاء...
فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب
Instagram @alayoubrita
#ريتاالأيوب
هامبورغ/شمال ألمانيا
تعليقات
إرسال تعليق