جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي يختتم فعالياته بتنظيم ندوة ثقافية تتناول دور وسائل الإعلام في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال الديني
كتب - محمود الهندي
اختتم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي فعالياته بدورته الثانية والعشرين 2024، الذي يُعقدُ في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بتنظيم ندوة ثقافية بعنوان: "إستراتيجية تعميم الوسطية والاعتدال الديني في وسائل الإعلام"، قدَّمها الحبيب حسين جعفر، وهو ناشطٌ على وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثر إندونيسي معروف، وأدار الحوار الأستاذ ناصح نصر الله ، الصحفي بجريدة ريبوبليكا؛ حيث تناولت الندوة دور وسائل الإعلام في تعزيز قيم الوسطيَّة والاعتدال الديني، وآليات توظيف المنصات الإعلامية لتوجيه الرأي العام نحو فهم متوازن ومعتدل لقيم الدين وتجنب التطرف والغلو، وتوعية المجتمع بأهمية الوسطية بوصفها منهجًا يعزز السِّلم الاجتماعي ويُحِدُّ من انتشار الأفكار المتطرفة التي تضر بالتماسك المجتمعي وتؤثر سلبًا على استقرار المجتمعات .
وفي بداية الندوة، أشاد الحبيب حسين جعفر بدور مجلس حكماء المسلمين ومبادراته المتنوعة مشيرًا إلى أنه يتخذ من تجربة المجلس الرائدة نموذجًا للاسترشاد به خلال دعوته إلى نشر قيم الوسطية والتسامح والتعايش الإنساني بين مختلف الطوائف الدينية والثقافية، كما أعرب عن تقديره لمشاركة مجلس حكماء المسلمين في معرض إندونيسيا الدولي للكتاب الإسلامي، التي تأتي في إطار التزام المجلس المستمر بدعم جهود تعزيز الوعي المعرفي لدى المسلمين وإلقاء الضوء على أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، إيمانًا بأن ترسيخ المعرفة لدى الأفراد في المجتمعات المختلفة يسهم في تعزيز قيم الاعتدال والتسامح ويجعلهم أكثر انفتاحًا على قبول الآخر واحترامه .
كما أكَّد الحبيب حسين جعفر أنَّ مفهوم الانفتاح والتسامح والتعايش مع الآخر من القيم الأساسية في الدين الإسلامي، موضحًا أن الانفتاح ليس مجرد موقف فكري، بل هو ضرورة لفهم أعمق للإسلام؛ حيث يتجسَّد في الاعتراف بأن الحقيقة قد تكون موزعة بين مختلف الآراء، مشيرًا إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا في الانفتاح على الآخرين، وهو ما يعكس الصورة الحقيقيَّة للإسلام القائمة على الحوار وقبول التنوع؛ حيث إنَّ الانفتاح والاعتدال ليسا مصدر ضعف بل دليل على قوة الإيمان واليقين .
وأشار الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن الصداقة الفريدة التي تجمع فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، كانت أبرز نتائجها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، هذه الوثيقة التي تمثل أحد أهم المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الأديان، مؤكدًا أن الوسطية جزءٌ لا يتجزأ من رسالة الدعوة، فهي تهدف إلى توجيه الناس نحو الاعتدال ليتمكنوا من الحوار والتعارف ونشر المحبة والتعاون من أجل الخير للإنسانية .
تعليقات
إرسال تعليق