ذو القرنين: من البدايات البدائية إلى الحضارة المتقدمة
كتب مختار أبوالخير
في رحلة أسطورية مليئة بالعبر والحكمة، يقال إن ذو القرنين، ذلك القائد العظيم الذي حيرت قصته المؤرخين والعلماء، وصل إلى منطقة نائية تسكنها قبائل بدائية تعيش في ظروف بالغة الصعوبة. كانت هذه القبائل تعيش حياةً بسيطة للغاية، لا تفقه لغةً واضحة، ولا تعرف شيئًا عن الزراعة أو حياكة الملابس أو بناء المنازل. كانوا يعيشون حفاةً عراة، ويتخذون من الجحور مساكن لهم، في مشهد يعكس حياةً قاسية بعيدة كل البعد عن مظاهر الحضارة.
لكن ذو القرنين، الذي اشتهر بحكمته ورؤيته الثاقبة، لم يتردد في اتخاذ خطوات جريئة لتغيير واقع هؤلاء الناس. فبمجرد وصوله، بدأ في جمع أفراد القبائل، وشرع في تعليمهم أساسيات الحياة المدنية. من القراءة والكتابة إلى الزراعة وبناء المنازل، وحتى صناعة الملابس وبناء السدود لتجميع المياه، نقل ذو القرنين هؤلاء الناس من حياة البدائية إلى عتبات الحضارة.
وفي خضم هذه الجهود، ظهر تحدٍّ جديد. فقد جاء أحد القادة الدينيين إلى ذو القرنين، وطرح عليه سؤالاً محيراً: "ألا ندعوهم أولاً لعبادة الله الواحد القهار، حتى لا نصنع الخير في غير أهله؟". لكن ذو القرنين، بفكره العميق، رد عليه قائلاً: "فلنستر عورتهم ونُشبع بطونهم، وبعدها سوف نتحدث عن هذا الأمر". لقد آمن بأن الحاجات الأساسية للإنسان يجب أن تُلبى أولاً قبل الخوض في الأمور الروحية أو العقائدية.
ومكث ذو القرنين بين هؤلاء الناس فترة من الزمن، حتى تحولوا من مجرد قبائل بدائية إلى مجتمع متحضر يجيد اللغة والزراعة والصناعة. لقد أصبحوا مجتمعاً مختلفاً تماماً عما كانوا عليه، بفضل جهود ذو القرنين ورؤيته الثاقبة.
وعندما شعر ذو القرنين بأن مهمته قد اكتملت، بدأ في تجهيز جنوده للرحيل. لكن ما إن سمع أهل المنطقة بخبر مغادرته، حتى تفاعلوا بشكل غير متوقع... (تكملة القصة في التعليقات).
هذه القصة، وإن كانت تحمل طابعاً أسطورياً، تقدم لنا درساً مهماً عن أهمية تلبية الحاجات الأساسية للإنسان كخطوة أولى نحو بناء مجتمع متحضر. فالحضارة لا تبنى بالكلمات وحدها، بل بالأفعال التي تحسن حياة الناس وتضمن لهم العيش الكريم. ذو القرنين، بفكره وحكمته، يظل رمزاً للقائد الذي يعرف كيف يغير مصائر الشعوب نحو الأفضل.
تعليقات
إرسال تعليق