القائمة الرئيسية

الصفحات


نص كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة 30 يونيو 

كامل شحاته


بسم الله الرحمن الرحيم


اسمحوا لى فى البداية، أن أتقدم لكم بخالص التهنئة بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 30 من يونيو المجيدة، التى تتزامن هذا العام مع عيد الأضحى المبارك أعاده الله على مصر والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.


شعب مصر العظيم إن للتاريخ أياما لامعة كالنجوم، تضئ عتمة الليل وتبدد ظلمة الطغيان، تنير الطريق أمام السائرين، وتهديهم سواء السبيل، وعلى رأس هذه الأيام الخالدة، يوم 30 من يونيو عام 2013، حين انتفض شعب مصر العظيم ثائرا على من أراد اختطاف وطنه، رافضا الظلم والطائفية والاستبداد، ومعلنا بصوت هادر ملأ أرجاء الدنيا إن هوية الوطن مصرية أصيلة لا تقبل الاختطاف أو التبديل، أعلن الشعب يومها أن مصر للمصريين، مستقلة فى قرارها، ولا تتبع إلا إرادة شعبها ومصالحه العليا.


وكان الـ 30 من يونيو عنوانا لإعادة تأكيد وحدة الوطن تحت هويته المصرية الجامعة التى لا تفرق، والشاملة للشعب كله دون تمييز أو اقتسام.


شعب مصر الأبى، أن الصمود الذى أظهرتموه خلال السنوات العشر الماضية منذ ثورة الـ 30 من يونيو المجيدة ستظل محلا لدراسة المفكرين والباحثين، فكم من تساؤلات أثيرت عن سر العلاقة الخاصة بين الشعب المصرى ومؤسسات دولته الوطنية، وبين الشعب وقواته المسلحة، واحتار الكثيرون عن منبع هذه الإرادة الصلبة والعزيمة التى لا تلين التى نقلت مصر خلال أعوام قليلة من دولة تواجه الانقسام الخطير وشبح الاقتتال الأهلى إلى دولة متماسكة ينعم شعبها بأمن واستقرار غالى الثمن دفعه أبطال من صلب هذا الشعب من قواته المسلحة وشرطته الذين تصدوا بصدورهم لموجة إرهاب هى الأعتى والأشرس، وقدم رجالهم أرواحهم فداء كى يعيش الوطن ويزدهر.


إن حجم التحديات التى واجهها الشعب المصرى منذ عام 2011 غرس فى نفوس أبنائه صلابة فريدة وقوة من نوع خاص، فقد عايش وذاق معنى التهديد لضياع الوطن والخوف على الأهل والأبناء وضياع الرزق والمقدرات، ولذلك فإننى أؤمن يقينا بأن هذا الجيل من شعب مصر هو الأقدر على تحمل مسؤولية بناء الوطن وتشييد الدولة الحديثة المتقدمة، أؤمن بأن هذا الجيل الذى نقل مصر بجهده وصبره من الفوضى والقلق إلى الاستقرار والأمن قادر على إتمام تجربته التنموية الشاملة التى تشهد تقدما سريعا يطول كل شبر من أنحاء الوطن من البنية التحتية والطرق والنقل والتجارة التى تشهد ثورة حقيقية تؤهل مصر لمصاف الدول المتقدمة، من الطاقة الكهربائية والغاز والبترول والطاقة المتجددة والخضراء، إلى استصلاح الأراضى بمساحات ليس لها مثيل فى تاريخ مصر، إلى الصحة والتعليم وهم شغلنا الشاغل، من خلال القضاء على أمراض طالما أوجعت المصريين، وإنشاء المدارس والجامعات الحديثة وتوطين علوم العصر فى مصر، مرورا بتطوير المناطق غير الأمنة وغير المخططة إنقاذا للملايين من أهالينا من واقع لا يليق بهم ولا بمصر، إلى إنشاء مدن جديدة متطورة فى جميع أنحاء الجمهورية لحل أزمة التكدس السكانى ورفع جودة الحياة للمصريين، وصولا للانطلاق على طريق التصنيع المتقدم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى.


شعب مصر الأصيل فى الذكرى العاشرة من ثورة الـ 30 من يونيو العظيمة، أجدد العهد معكم على أن يكون الإخلاص والعمل لمصر وحدها، أجدد العهد على أن تكون المصلحة الوطنية والهوية الوطنية هما دائما علامات الطريق التى تهدى المسيرة والمسار.


أقول لكم إن حجم التحديات الهائلة التى قدمها الشعب وقدمتها مؤسساته الوطنية لا يليق بها إن شاء الله سوى الانتصار، الانتصار بالمضى بقوة وثقة على طريق التنمية والبناء، على طريق تحسين وأحوال حياة الناس، وتوفير الظروف المناسبة لتفجير طاقات العمل والإبداع لدى الشعب المصرى بكل أطيافه وفئاته من قطاع خاص ومجتمع مدنى وشباب ونساء، لتجتمع كل مكونات الوطن فى منظومة متكاملة تقود بلدنا الحبيب نحو تحقيق الحلم الذى طالما راود المصريين، حلم التقدم والنهوض بالوطن، حلم الجمهورية الجديدة الحديثة المتقدمة فى جميع المجالات.


كل عام ومصر وشعبها بخير وسلام وأمان، وأخيرا ودائما تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر،


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات