فن التربية
بقلم: هبة المنزلاوي
إن ما نراه في مجتمعنا هذه الأيام من انتشار الجرائم، والانحرافات الأخلاقية، وحالة الفوضى والعنف التي انتشرت بين الشباب، ليست إلا نتاجا لغياب التربية في البيوت، وفشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية في القيام بدورها ،وهذا يتطلب منا أن نجدد تمسكنا بأخلاقيات المجتمع ونتذكر قيم ديننا حتى تعود العقول إلى صوابها، فبناء الإنسان هو اللبنة الأولى لتعمير هذه الأرض ،وعلينا أن نحسن البناء كي نصنع شخصية سوية تعرف حقوقها وواجباتها ولديها معايير سليمة لا جدال فيها للتفرقة بين الصواب والخطأ ،والحلال والحرام ،فإذا صلح الإنسان صلح المجتمع وإذا فسد الإنسان فسد المجتمع وهناك عدة أسس ينبغي على الأسرة الأخذ بها لتربية وتهذيب الأبناء وهي:
-كن صديقا لابنك وتعرف على عناصر شخصيته
-اعطِ له الفرصة للتعبير عن احتياجاته وسماع شكواه
- لا تبتعد عن أبنائك لفترة طويلة وخصص لهم وقت كاف للجلوس والحديث معهم
-افعل ما يجعله يشعر بأهميته لديك وحبك له ويثق فيك فإذا وقع في مشكلة تكون أنت أول من يلجا إليه لا تضرب ابنك ولا تعامله بقسوة ؛ فالضرب يصنع إنسانا عدوانيا
- اجعل ابنك يأخذ مشورتك في أمور حياته ويثق في نصائحك له انتبه على ابنك من أصدقاء السوء الذين قد يأخذوه إلى مستنقع لا يستطيع الخروج منه
- ساعد ابنك على ممارسة هوايته المفضلة وتنمية مهاراته واستغلال أوقات الفراغ فيما ينفعه
-شجع ابنك في نجاحاته وانجازاته ولا تجلده في عثراته وقل له: "حتما ستنجح المرة القادمة".
-ادعم ابنك في خطته المستقبلية وكن مؤمنا بنجاحه في تحقيق هدفه
-وأهم شيء بناء الجانب الروحاني في نفس ابنك مما يجعله على معرفة بدينه جيدا وعلى اتصال دائم بالخالق وأن يعامل الله في كل صغيرة وكبيرة متوكلا عليه وحده
-اختر كلماتك له بحرص؛ لأن من شأن الكلمة أن تعلو بشخصية ابنك أو تحطمها
-لا تحمّل ابنك فوق طاقته
-ولا تقارنه بالآخرين
-ازرع بداخله الإيثار وحب مساعدة الآخرين واجعله يتجنب الأثرة ويفهم عواقبها
-كن طبيبا لآلام ابنك وقف بجانبه وساعده وقتما احتاجك
-روض ابنك على الرضا وقبول الأقدار بحلوها ومرها لأنها تجري بتدابير الله
- اجعل ابنك شخصية مسئولة عن ذاته وأفعاله وكلماته يستطيع إدارة حياته
- علّم ابنك أن الأخلاق هي التي تصنع الإنسان الحقيقي وتجعله محبوبا من الناس
- نمِ بداخله الثقة بالذات والقدرة على مواجهة الصعوبات
- لا تجعل ابنك يشعر بأنه خيب ظنك في تحقيق توقعاتك الكبيرة منه واتركه يحقق طموحاته الشخصية المناسبة لقدراته
- علّم ابنك ألّا يتعلق بأحد سوى الله وأن البشر كلهم ضيوف في حياته
- روِّض ابنك على الوقوف بمفرده بعد كل مرة يسقط فيها
- عرف ابنك ما هي القيم والمبادئ التي يجب ألا يتنازل عنها أبدا
- عرّف ابنك أنه لن يستطيع إرضاء كل الناس ولكن يكفي أن يرضي ربه وأن يحقق راحة ضميره
-إذا أخطأ قم بتوعيته بلطف ولا تعنفه قولا أولا فعلا ، فأسلوبك المقنع أهم من الشدة
-ابعد ابنك عن مشاهدة الأعمال الفنية الهابطة والألعاب العنيفة من صغره
-علّم ابنك فن الاعتذار وكسب ود الناس
-حبّب ابنك في التعليم وفهمه قيمة العلم
-اجعل ابنك أمينا يحفظ أمانات الناس وأسرارهم
-عليك بتربية ابنك على الوفاء بالعهود والوفاء لمن حوله
-علّم ابنك قيمة الصدق وأنه ينجي من مصائب الدهر
-روّض ابنك على حب الصراحة والدفاع عن الحق وزهق الباطل
-عرّف ابنك على سر وجوده في الحياة وأنه صاحب رسالة فيجب أن يختار رسالته ويؤديها على أكمل وجه
-علّم ابنك أن يحافظ على يقظة ضميره وألا يفعل شيء يتنافى مع مبادئه وأخلاقه
-قم بتربية ابنك على الصبر وعدم الاندفاع في قراراته وتصرفاته
-اجعل ابنك محبا للخير، جابرا للقلوب ، منجدا لمن يستنجد به
-علّم ابنك أن القوة الحقيقية في العفو والتسامح وتجنب العداءات
- روّض ابنك على أن الحياة تضحية فلابد أن تضحى بشيء من أجل أن تفوز بآخر
-كن حذرا في تصرفاتك وكلماتك لأن الأهل هم قدوة الأبناء ويقلدونهم في كل شيء وكن نموذجا لابنك يأخذ منه منهج حياته
-ابنِ صلته بالجنة وأمنية دخولها وبأداء فرائض دينه وبالقرآن الكريم والسير على سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وأخيرا إذا أحسنت التربية ستحصد ابنا بارا ، محبوبا من الله وخلقه ، يتقي الله في كل شيء يصنعه بيده ، ابنك هو من سيبقى لك فاحرص على أن تترك إنسانا عظيما خلفك وحافظ على نمو هذه الثمرة الطيبة إلى النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق