القائمة الرئيسية

الصفحات

 

زينة الخُلق


بقلم:هبة المنزلاوي 


إذا أردت أن يعرفك الآخرون، اجعل عطر أخلاقك يفوح في كل المواقف، فإن الصفات الحميدة التي يتحلى بها الإنسان في التعامل مع الناس هي التي ترفعه، وتشهد له فاجعل شهادتها لصالحك ،ولا تكن مثل الذي أفنى عمره في كسب عداوات الناس وظلمهم ؛فالإنسان ينجح في تحقيق هدفه إذا حافظ على مبادئه ولا يؤمن الآخرون برسالته إلا إذا كان متواضعا، رحيما بهم ، حقا إنها رحلة نجاح ولكنها لن تكتمل إلا بالأخلاق ،اجعل مَن حولك يشعرون أنهم جزء من رسالتك بل كل الانجازات التي تريد أن تحققها هي من أجلهم ،وأنهم شركاء لك في رحلتك ، الإنسان ينجو من مصائب الدهر إذا كان له رصيد من المواقف النبيلة  في الدنيا ،فالذي يمشي متزينا بأخلاقه لا يستطيع أحد الايقاع به ولا يخاف من المجهول ويستقبل  مفاجآت الحياة بثبات ورضا  وبالتأكيد له النجاة في الآخرة- بإذن الله-  ،فمهما كان الإنسان ناجحا ولكنه يمشي ساخرا من الناس متكبرا عليهم فليس لنجاحه هذا أي معنى ومهما حاول أن يثبت  أنه متميز في شيء ما  فلن يستطيع كسب محبتهم ،واعلم أنك لن تستطيع الانتصار وحدك فأنت بحاجة إلى دعم الآخرين ؛فنحن جميعا كالبناء الذي يعلو فوضع لبنة فوق لبنة حتى يصل إلى القمة ولكل منا مهمة ينجزها تدعم نجاح الآخرين ،فإذا سقطت لبنة من الوسط، هدم البناء كله ، فحافظوا على تضامنكم من أجل المرور بسلام  ، إيّاك أن تجعل نجاحك مبنيّا على الصراعات ، أو تظن يوما أنك تحمل السماء بين يديك ؛ فالمغرور مثل البالون كلما انتفخت انفجرت أسرع، واعلم أنٌ المتعدي على سلامة الناس 

هو سارق لحقوق الآخرين وليس قائدا لنجاحه ، فالأخلاق تضعك في منزلة رفيعة يتمنى كل من رآك أن يلحق بك، فاكتب لنفسك قصة يريد الجميع أن ينتهجها ، ولا تتأخر عن مساعدة أحد ، ربما لطفك وشهامتك معه يكون لك خطوة إلى الأمام في طريق حلمك ، تعلّم فن القيادة من سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام وخذ عنه نبله و لينه ،وتسامحه، وحزمه عند الحاجة وحكمته في التعامل مع الناس واحتوائه لهم و نجدته لصاحب السؤال  ، كن ناجحا بأخلاقك ولا تكن ناجحا برفع أسلحتك في وجه مَن يعترض طريقك ؛فإن النجاح بالقوة خسارة!

تعليقات