ظل ومأوى
بقلم:هبة المنزلاوي
الأب هو رحمة من الله- عز وجل- أنزلها من السماء كي يروي بها القلوب الصغيرة ؛ لتنمو في أمان واطمئنان وتثق في الحياة من حولها ، عندما تنضج هذه العقول ستعلم أن الأب هو السور الصلب الذي يستندون عليه كلما قست عليهم الأيام ،وهو القلب الحنون الذي لا باب له كلما لجأوا إليه فتح لهم ذراعيه؛ ليضم أحلامهم ويشاركهم في كل لحظاتهم من حزن وفرح متمنيا أن يكون كالممحاة، ليبدل كل ما أصابهم من حزن إلى سعادة لا تنتهي، فالأب هو الجندي الذي لا يمل من القتال من أجل تلبية احتياجات أزهاره وتأمين عيشة هنيئة وبيئة آمنة لهم يعرفون فيها معنى الحياة ويختارون الطريق إلى الحلم ، ولو جار عليهم الزمان كله فحضن أبيهم هو المأوى الذي لا يخون أبدا ،، تطمئن أرواحهم بمجرد سماع صوته من بعيد أو ضحكة من القلب في ليلة صافية
أو رؤيتهم لمقتنياته وهي تملأ البيت من كل زاوية
وينتظرون لحظة رنين الهاتف كي يقرؤا كلمة أبي ،،، هو ليس اتصال هاتفي فقط بل اتصال روحي تتفتح مع الأرواح وتسعد القلوب ، هو القلب الذي يتحملنا مهما كثرت أخطاؤنا ويفرح بأقل إنجازاتنا ، هو الرقيب الأمين علينا الذي يحنو علينا دائما، ويرشدنا إلى كل ما فيه صلاحنا محاولا أن يحمينا من غدر الأيام هو فيض من العطاء لا نهاية له كنهر جعل مياهه رهن إشارتنا ليضمن أن نحيا سعداء أقوياء وتتجدد الثمار حوله ، وتاج فوق الرأس عندما نرتديه باعتزاز ووفاء نشعر بأننا أمراء زماننا ، هو الحب الصادق الذي يفوق كل المشاعر، كلما أردنا أن نسترجع قوتنا وطاقتنا تذكرنا أبينا فشعرنا بنبض الأمل فينا ، هو سبيلنا الآمن إلى الجنة بلطف الله، فكم هو محظوظ من يسمع أنفاس أبيه تملأ الحياة،وله ذكريات مع هذا النهر الوفي ، و لا يوجد صفحات في التاريخ تليق بأن ترسم عليها أحرف هذه الذكريات المنيرة ،، قلب أنار دربنا وظل يحملنا فوق ظهره حتى نقف على قدمينا وأفنى عمره في رعايتنا حتى يكبر الحلم فينا دون أن يشكو من التعب ،، فما لنا إلا أن نحمله فوق رؤوسنا وقد أتعبه الكبر مثلما حملنا طوال عمره وأن نكون عكازه الذي يتكيء عليه ، نفعل كل شيء من أجل أن نرى ابتسامته ،وراحة قلبه مثلما حاول أن يسعدنا بكل الطرق ، ونكون له البيت والسند مثلما احتوانا في البرودة والغضب؛ فالأب هو معنى لا يفنى أبدا وبطولة لا تنتهي حروفها وأثر باق إلى الأبد ،، فمن فقد أباه فقد الأمان والسند ومن يشم رائحة أبيه فهو يملك العالم وبين يديه نعمة لا بديل لها ومهما فقد فهو أغنى البشر ، أنتم أيها الآباء العظماء ،احفظوا معنى الأبوة بداخلكم فأنتم نور وسط الظلام لثمار الحياة .
تعليقات
إرسال تعليق