وجوهٌ ضاحِكة
بقلم: هبة المنزلاوي
أتعلم ما هي القوة الحقيقية؟! ستراها في قلب مازال ينبض بالمحبة برغم الآلام وضراوتها ، ستعرفها في وجه أضاء الكون بابتسامته وهو عندما ينفرد بذاته يكاد قلبه أن ينشق نصفين من حرارة دموعه ، تكاد الأرض تسمع أنينه وتهتز لكثرة الأثقال التي يحملها على عاتقه، لا ترى البشر بعينيك بل بقلبك حتى تشعر بما يدور بداخلهم ، ذلك الصندوق المغلق الممتلىء بالأسرار ، ربما يبدو مبهجا من الخارج و لكنك لو فتحته لوجدت أشلاء ،ودماء ،وصراعات لا تنتهي، وبرغم ذلك كله يخرج في وضح النهار ويمشي بين الناس فتضحك القلوب حوله لبشاشته وتفاؤله ، قلب يأبى أن يكون ضعيفا في أعين الناس أو يتلقى منهم شفقة ، أراد أن يحيا عزيزا لا تكسره موجة الأحزان ،ولا تنحني رأسه إلا لرب السماء ، يصبر ويكافح ويقود سفينته بلا توقف ، مؤمنا بأنه الربان وهذه مسئوليته ، ولا شيء يستطيع أن يتحكم في وجهته فحيثما أراد سيصل بها ليسكن الحلم بداخله و يقاوم به قتلة الحياة، لا خوف يثبط همته ولا حزن يحطم أمله ، وكلما التفّت حوله أنياب الظلام ابتسم وسار بين الناس جابرا للخواطر ، وكأنه يداوي جرحه بتخفيف معاناة الآخرين وإسعاد قلوبهم ،
-إنها القوة- ، قلب وإن كان محاصرا بالأوجاع فلا تغرب شمسه أبدا ، عازما على تحقيق استقراره واستكمال مسيرته حتى ينتصر على الأحزان وتصل رسالته إلى العالم .
تعليقات
إرسال تعليق