مشاعر متناقضة
بقلم: هبة المنزلاوي
تجولت ليلا بين مشاعري؛ لأبحث عن الطريق إلى ذاتي ،،وفجأة! سمعت صوتاً يناديني من بعيد ويسألني: أيها القلب الحائر أين وضعت نفسك بين سطور مذكراتك؟! هل كانت ذكرياتك بمثابة الوجه الملِّهم إليك؟ أم قسوتها عليك في أحيان كثيرة جعلتك تلقي بها في سلة المهملات؟ دون النظر إلى الخرائط المرسومة عليها لبناء ذاتك على رقعة، محاطة بالأعمدة الصلبة فلا تسقط في جراح الماضي وقفت ضائعا بين أحرف الأسئلة وأخذ الدمع يشق قناة في وجهي، وذهب ذهني إلى الجِراح التي أظلمت قلبي ،وتأملت في تجاربي المؤلمة التي أنهكت طاقتي وقتلت بداخلي الشغف بالحلم ،فأصبحت أعانى من تناقض شديد وكأن قلبي انقسم لنصفين نصف يحمل هذا الحلم الوليد الذي وضع أول حجر له في ميدان التحدي لتشييد قلعته العملاقة، والنصف الآخر يحمل كوبا مكسورا تتسرب منه قطرات الدماء وكأن الألم يفترسه ،و كل ما حوله أصبح صحراء بلا رفقاء ولكنه رغم كل ذلك يصمد ويقاوم، ويستمد وقوده من التأمل في السماء ولمعان النجوم في الليالي الصامتة التي لا يسمع فيها إلا كلماته ،وهو يدعو رب العباد بأن ينير له الطرق المظلمة ويمنحه القوة للاستمرار ويتساءل هل سينتصر ذلك القلب المتمرد على متاعب الزمان؟! أم سيقع أسيراً بين مخالب الأحزان وبينما أنا كنت
جالسا على صخرة بجانب الشاطئ أنتظر علامات السلام وأن تهدأ مشاعري وتعرف ذاتي اتجاهها ،وجدت البحر يشتد صياحه ،وتتلاحق أمواجه وكأنها تطلب مني شيئا لم أكن أفهمه وفي ذلك الحين أيضاً رأيت رجلاً عجوزاً يحمل كتابا بين يديه و يسير بجانب الشاطئ في هدوء ويقرأ في صفحاته ،وعندما رفع عينه ولاحظني اقترب منّٓى في خطوات ليّنة وجلس بجانبي ثم سألني ماذا بك يا ولدي؟ أجبته في لحظة تأمُّل أبحث عن ذاتي يا سيدي
ألم تكتب مذكرات حياتك؟؟
-قلت بل كتبتها
قال إذن ستجد فيها مرادك، ثم نهض وغادر المكان فأسرعت إلى منزلي وبدأت في قراءة مذكراتي ولاحظت أن قلمي كان يكتب في كل صفحة كلمة "أمل"!! حقا إنه الأمل الذي نعيش به الحاضر ونتغلب به على مآسي الماضي ونرسم به خطوط المستقبل ، فهو الدرع الواقي من سهام الأحزان ،،نعم أنا وضعت نفسي بين قادة الأحلام !!
تعليقات
إرسال تعليق