القائمة الرئيسية

الصفحات


 فن الإنصات


بقلم : هبة المنزلاوي 


إن الأفراد يقضون كل حياتهم تقريبا في التواصل مع بعضهم البعض ، وهناك  معيار أساسي يضمن نجاح عملية الاتصال وهو الإنصات الفعال وهو أعلى درجات الاستماع ويعني أنك مع المتحدث بكل جوارحك  ، هناك نزاعات عديدة اندلعت بين الأفراد بسبب الاستماع السلبي  الذي يعني أن يكون المستمع حاضر جسديا ولكنه غائب عقليا  لا يشارك في الاتصال ولا يحاول أن يسأل المتحدث عما يقصد من كلامه ولا يستفسر عن النقاط الغامضة  فربما يحدث سوء فهم؛  لأنه لم يستمع الموضوع ككل وبالتالي الصورة لديه ناقصة أو يفسر الكلام بشكل خاطئ لأنه لم يكن واعيا بما يقال ، نحن نتواصل من أجل تلبية احتياجاتنا وحل مشكلاتنا ،فإذا فسد عنصر الإنصات أدى ذلك إلى مشكلة جديدة  ! واهتزت العلاقات و اختل توازن العملية الاتصالية وهناك عدة معايير لتحقيق الإنصات الجيد وهي:


-عندما يبدأ المتحدث في كلامه   أنصت بتركيز ولا تقاطعه أو تلاحقه بالردود والتعليقات 

“إذا كان من المفترض أن نتحدث أكثر مما ننصت لكنا امتلكنا لسانين وأذن واحدة”  مارك توين.


-اسأل واستفسر عندما ينتهي المتحدث من كلامه

-‏لا تجهز ردودك أثناء الإنصات للمتحدث حتى لا تتشتت عن  موضوع الاتصال

-‏لا تفكر في أي أمور أخرى أثناء الإنصات مثل مهام عملك أو احتياجات بيتك 

-  أنصت بكل جسدك ! من خلال حركة عينيك وملامح وجهك وإيماءات وحركات جسدك ، حتى يتأكد المتحدث أنك مهتما بحديثه وتفهمه جيدا ، فيطمئن ويكمل الحديث بسلاسة  

"إن الطريقة الأساسية والمجدية للتواصل مع شخص آخر هي الإنصات، أنصت فقط. فلعل أهم ما نمنحه بعضنا البعض على الإطلاق هو الانتباه "  رايتشل نعومي ريمن


- تقبل آراء المتحدث واظهر له تعاطفك حتى لو كنت مختلفا معه 

- لا تستعجل المتحدث كي لا يتوتر  أو ينسى جزءا من كلامه ، فيصل لك الموضوع على غير حقيقته 

-لا تشغل نفسك بأي أعمال أخرى مثل الرد على بريد الكتروني أو غيره ، فالإنصات لا ينفع مع مهام أخرى

-‏ابتعد عن مشتتات الانتباه مثل النظر في السقف أو الجدران أو التركيز على أثاث المكان

-  ركز مع نبرة صوت المتحدث حتى تفهم المعنى المقصود بالتحديد من كلامه وتتعرف على عواطفه وانفعالاته حول تفاصيل الموضوع

- انتبه إلى لغة الجسد الخاصة بالمتحدث حتى يسهل عليك فهم ما يقوله وتحصل على التفاصيل والمعاني الكافية ، بل من الممكن أن تصل إلى حقائق خفية من وراء حديثه ! 

- لا تجعل طريقة الكلام الخاصة بالمتحدث تشغلك عن المضمون، فلكل إنسان عاداته في التحدث

- عندما يأتي دورك في الرد ، فكر قليلا وراجع كلام المتحدث في عقلك حتى تتأكد من مدى استيعابك له وتناسب ردك معه

-لا تدعي الإنصات وأنت غير واعٍ  بما يقال وتكرر كلمات عشوائية مثل  : نعم ، صحيح ، بالضبط وغيرها ، فهذا يعطي انطباع للمتحدث أنك غير مهتم بكلامه وتقلل من احترامه 

-  لا تشغل نفسك بمظهر المتحدث وثوبه ولا تصدر أحكاما مسبقة عنه أثناء عملية الإنصات 

-لا تحاول اصطياد أخطاء للمتحدث من خلال كلامه أو التركيز على شخصيته وتذكر أنك تنصت لتتعلم  وليس لتنتقد الآخرين 


وأخيرا ، الإنصات الفعال يوفر علينا جهدا كبيرا  في تحقيق جودة التواصل والإلمام بتفاصيل الحديث

والاستيعاب السليم ، كما يساعدك على اكتشاف عالمك الاجتماعي باختلافاته وأنماطه البشرية المتعددة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة العلمية والمعرفية وحل المشكلات بمهارة ، وأبسط مثال يذكر على ذلك ،عمال المصنع إذا استمعوا إلى إرشادات العمل ، نجحوا في رفع الإنتاجية ، فنحن من الممكن أن نحيا دون أن نتحدث ولكن لا نستطيع أن نتكيف مع المجتمع دون الانصات ، فتحدث وقت الحاجة وأنصت دائما.

تعليقات