القائمة الرئيسية

الصفحات


 قلم صادح... لواقع فاضح

كتب علي العربي/ تونس.


رفعت قلمي و أعلنت النفير على واقع اَثم عمته الرداءة و السلبية في كل شيئ ، لا تفكير و لا أداء و لا إنتاج وسط الانفتاح المزعوم ، شحت البطون و عمرت القصور ، تغيرت القناعات و غيبت الإجابات، ضمير مكبل وسط لهيب الآفات و المنكرات ، نلاحظ يوميا التفاوت و الضعف و النقص و الخلل و الخديعة في شوارعنا المزدحمة و تفرعاتها الضيقة، نسأل في كل مرة العودة لتربية الاجيال الزاحفة على تفعيل معاني القيم الحياتية عسى أن يتم راقي تلك الفجوة الحاصلة في خطاباتنا و ممارساتنا اليومية!!
لقد عدلنا احتساب الثقافة على واجهاتها الخارجية دون الولوج إلى جواهر و مضامين الأشياء، مشاهد متردية قاتمة رفعت الوضيع و سحقت الوديع ، مجدت الراقصات و غيبت العالمات ، ضربت بكل المواثيق و الضوابط عرض الحائط و مازال منهم من يتشدق ببطولته الوهمية التي نسجت فصولها الوردية بالخداع و المخاتلة، الكل يلعب على الكل على مرقص العقول و النفوس و الأوضاع!!
اما إعلامنا النزيه مازال سابح في بحور النكسات و الانكسارات تعددت البرامج و المسلسلات بالوانها المختلفة الا ان الجودة و الإتقان مازلت تمثل في جوهرهها غاية صعبة المنال ، بعد أن استبيحت القيم و الهوية و المواطنة مما يعجل بكسر حلقات الترابط الوجداني و الروحي بعد أن أصبح المنكر مباح بتعلة التجديد و الاثارة و الانارة الفردية و الجماعية !!
منابرنا الحوارية أصبحت حلبة لكمات لا كلمات ، كثر الصراخ و السبات و الشتائم وسط تدني الخطاب الذي كان فيما مضى بوصلتنا في تحديد المسارات و المشاريع و الأهداف الظاهرة و الخفية ، حيث أضحت تمثل موجات عاتية و الهجمات تحدد غاياتها، حتى وان كانت تختلف اساليبها و ادواتها و رموزها!!
اما عن السياسة فقد غمرتها المؤامرات و الدسائس و الصراعات من أجل مطامع ذاتية وسط اهواء سلطوية منحرفة حملت أشخاص نكرة صدعوا اذاننا باستقامتهم و سموهم و تقواهم حيث استحلبوا الشعب في قوته و ممتلكاته حيث ادهشونا بقدرتهم العجيبة في تحويل مسامير الأرض إلى بركة ساكنة ، خدعونا مرارا و تكرارا وسط خناجر احترفت الكذب و المراوغة ، ضاعت الأمانة و ازداد البؤس ، شغلونا بوميض العصى السحرية التي كانوا يمتلكونها و التي لم تستطيع تغيير ولو حجرة صغيرة من زقاق الانهج الخلفية !!!
حياتنا أصبحت واجهة لمسرح عرائس موغل في السخرية وسط ملكوت الاجرام الانيق و الثراء الفاحش و نحن المساكين لا نملك سوى الصبر و الدعاء لعل تحقق احلامنا المتواضعة على قارعة طريق النسيان..!!
علي العربي

تعليقات