أنا اسم شريد فمن أنت ؟/ سرد تعبيري
سامية خليفة / لبنان
أنا اسمٌ شريدٌ يلهثُ في قاعِ النِّسيانِ، يمتشقُ سيفَ التّحدي سلاحًا أبيضَ، يعدمُ الذكرى الموحشةَ بمقصلةِ الخلاصِ، يصلّي على روحِها صلاةَ التَّوبةِ، يشربُ من كوثرِ الجنانِ ما يبدِّدُ عطشَ النَّسبِ إلى رفعة، أو يطفئ لظى الطامعِ إلى ميراثٍ أو مجد .
أنا اسمٌ راقدٌ على شاهدٍ عتيقٍ متآكلِ الرّخامِ، تارَّةً تتنازعُني قساوة الرِّياح والأمطار، وطورًا يلهبُني الهجيرُ، وقلَّما أتظلَّلُ بفيءِ الشجرِة.
لكن من أنت أيها الماثل أمامي باكيا؟! أتراكَ الحفيد أم الحبيب أم الابن ؟ سيّانَ من تكونُ إلا أنَّ الدَّمعةَ الحرى كفيلةٌ بأن تشفعَ لكَ عندي.
أنت، أيها المتسربلُ أسمالًا باليةً، أيُّها الواقفُ متسكِّعًا على عتبةِ قبرٍ قيلَ بأنّي ساكنُه، أنا الاسمُ المحفورُ على قارعةِ النِّسيانِ، قف، ألمْ تحدِّثْك النجومُ عنّي؟ أنا العيدُ، لا بل أنا حلمُ الصَّبايا، فمن أنت؟ حنانيكَ أيها الزائر الباكي حين تقرأ اسمي جِهارا اخفض صوتك كي لا أعرف من أنا لأني نذرت اسمي لغبار النسيان.
تعليقات
إرسال تعليق