السيسي وماكرون يرفعان العلاقات المصرية-الفرنسية لـ"شراكة استراتيجية".. وتوقيع اتفاقيات تاريخية وتركيز على غزة والسودان وقناة السويس
بقلم مختار أبوالخير
**القاهرة – (خاص)**
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة رسمية رفيعة المستوى لمصر، شهدت مراسم استقبال رسمية بعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وعُقدت مباحثات ثنائية ثم جلسة موسعة مع الوفدين، تكللت بتوقيع إعلان مشترك لترقية العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، إلى جانب توقيع سلسلة مذكرات تفاهم في مجالات اقتصادية وتقنية حيوية.
---
شراكة استثمارية وتقنية متقدمة
أكد الرئيسان خلال مؤتمر صحفي مشترك، حرصهما على تعميق التعاون الاقتصادي، عبر توسيع استثمارات الشركات الفرنسية في مصر، خاصة في مجالات السكك الحديدية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنتاج الهيدروجين الأخضر. وأشار السيسي إلى أهمية "البناء على نتائج المنتدى الاقتصادي المصري-الفرنسي" المزمع عقده اليوم، لدفع عجلة التنمية، بينما شدد ماكرون على ثقة فرنسا في الاقتصاد المصري كمركز إقليمي واعد.
---
دعم أوروبي بـ4 مليارات يورو وموقف مشترك من غزة
رحب السيسي بالدعم الفرنسي الذي أسهم في إقرار البرلمان الأوروبي صرف الشريحة الثانية من الدعم المالي لمصر بقيمة 4 مليارات يورو، مؤكدًا أن هذا القرار يعكس "عمق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي". وفي ملف غزة، اتفق الزعيمان على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية عاجلًا. وكشف السيسي عن خطة مصرية-عربية لإعادة إعمار القطاع، مع استعداد مصر لاستضافة مؤتمر دولي لذلك فور توقف الحرب.
تحذير من تداعيات أزمة قناة السويس
كشف الرئيس المصري عن خسائر بلغت 7 مليارات دولار في إيرادات قناة السويس خلال 2024، بسبب تحويل مسارات السفن التجارية جراء الهجمات في باب المندب، داعيًا إلى حلول عاجلة لاستعادة الحركة الطبيعية للملاحة. وأكد ماكرون دعم بلاده لاستقرار الممر المائي الحيوي.
تنسيق إقليمي حول سوريا ولبنان والسودان
تطرقت المباحثات إلى الأزمة السورية، حيث اتفق الجانبان على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيها. وفيما يخص لبنان، أشاد السيسي بدور الرئيس الجديد، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالقرار الأممي رقم 1701. كما ناقشا الأوضاع في السودان ومنطقتي الساحل والقرن الأفريقي، مع تأكيد تعزيز التعاون الأمني لتحقيق الاستقرار.
رسالة حول المياه والنيل: "شريان حياة"
اختتم السيسي المؤتمر بتأكيد ثوابت مصر في ملف الأمن المائي، مشيرًا إلى أن نهر النيل "رابط تاريخي وجغرافي" يجب الحفاظ على تعاون دول الحوض حوله، مع مراعاة الاعتماد المصري الكامل على مياهه. من جانبه، أشاد ماكرون بالجهود المصرية في قضايا المنطقة، معربًا عن تطلعه لشراكة طويلة الأمد.
---
**خلفية:**
تأتي الزيارة في إطار تحرك مصري-أوروبي مكثف لتعزيز الاستثمارات وتنسيق المواقف تجاه الأزمات الإقليمية الملتهبة، وسط تحديات اقتصادية وأمنية طاحنة.
تعليقات
إرسال تعليق