القائمة الرئيسية

الصفحات

الجيش السوداني يحسم المعركة: السيطرة على القصر الرئاسي وخطوات نحو تحرير كامل التراب الوطني


الجيش السوداني يحسم المعركة: السيطرة على القصر الرئاسي وخطوات نحو تحرير كامل التراب الوطني


بقلم مختار أبوالخير 


الخرطوم – في تطور مفصلّي يُعدّ نقلة تاريخية في مسار الأزمة السودانية، أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، في خطوة تحمل رمزية عالية تعكس تصاعد زخم القوات النظامية نحو حسم المواجهات العسكرية، وتأكيد رفضها أي مساومة سياسية أو عسكرية مع ما أسمتها "قوات خارج إطار الشرعية".  


سيطرة استراتيجية تمهد لتحرير كامل التراب السوداني  

لم تكن السيطرة على القصر الرئاسي حدثًا منفصلًا، بل تتويجًا لسلسلة عمليات عسكرية ممنهجة نفذها الجيش خلال الأسابيع الماضية، تمكّن خلالها من بسط نفوذه على مواقع حيوية تشمل غرب وجنوب منطقة بحري، ومنشآت عسكرية كبرى مثل سلاحي الإشارة والنقل، ومستشفيات الجيش والشرطة، وأفرع جهاز المخابرات، بالإضافة إلى السيطرة على مدخل جسر "القوات المسلحة" الرابط بين الخرطوم وبحري. كما امتدت العمليات إلى المناطق الشمالية، حيث أحكم الجيش قبضته على مداخل العاصمة المتاخمة لولاية نهر النيل، ومنشآت اقتصادية وعسكرية حيوية مثل مصفاة "الجيلي" النفطية، وقاعدة "الكدرو" العسكرية، والمنطقة الصناعية التي تُعتبر العمود الفقري للاقتصاد السوداني.  


هزائم متتالية لقوات "حمدتي".. ودعم خارجي يُفاقم الأزمة


في المقابل، تواجه قوات قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حمدتي)، تراجعًا ميدانيًا لافتًا، وفق مراقبين، رغم الدعم اللوجستي والعسكري الذي تتلقاه من جهات خارجية، يُشار إليها في التحليلات بأطراف إقليمية ودولية. ولم تُجدِ محاولات هذه القوات تعويض خسائرها عبر التمركز في أحياء سكنية أو شن هجمات متفرقة، إذ يُعتقد أن تفكك بنيتها التنظيمية وتراجع الروح المعنوية بين صفوفها قد حوّلها إلى "جيش منهك" في مواجهة آلة عسكرية منظمة.  


مشهد ما بعد السيطرة: تحرير السودان على مرمى البصر


مع سقوط القصر الرئاسي، يبدو مشهد إنهاء الوجود العسكري لـ"قوات حمدتي" في عموم السودان أقرب من أي وقت مضى، خاصة بعد أن كشفت المعارك الأخيرة عن هشاشة تحالفات هذه الميليشيات، وفشلها في الحفاظ على مواقعها رغم الدعم الخارجي. وفي هذا السياق، يبرز تساؤل ملحّ حول الخطوات المقبلة للفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، الذي يُتوقع أن يشن حملة شاملة لاستعادة كل البؤر المتبقية، مع تأكيد مصادر عسكرية أن "لا خيار أمام الميليشيات إلا الاستسلام أو المواجهة".  


درس تاريخي.. ولحظة فارقة في مسار السودان
  

يرى محللون أن المعركة الأخيرة ليست مجرد صراع على الأرض، بل اختبار لمشروعية الدولة السودانية في مواجهة الميليشيات. فالجيش، برفضه التفاوض مع "من يحمل السلاح ضد إرادة الشعب"، يُرسل رسالة واضحة بأن العبث بسيادة البلاد لن يكون مجانيًا. كما أن الإصرار على تحرير كل شبر من التراب السوداني يُعيد الأمل في تجنب كابوس التقسيم الذي راود السودانيين خلال العامين الماضيين.  


الآن، وبينما تُطوى صفحة المعارك في الخرطوم، ينتظر السودان والعالم تحريرًا كاملًا يُنهي أطول أزمة سياسية في تاريخ البلاد الحديث، ويُعيد كتابة مستقبلها بعيدًا عن صراعات الدم والسلطة. فهل يكون سقوط القصر الرئاسي إيذانًا بفجر جديد؟ التاريخ يُجيب قريبًا.

تعليقات