القائمة الرئيسية

الصفحات

عصر القوة: مصر تُصعّد رسائلها وتُحذّر من عواقب التهجير


عصر القوة: مصر تُصعّد رسائلها وتُحذّر من عواقب التهجير


بقلم: مختار أبوالخير 


في ظل تصاعد الأحداث والتطورات الإقليمية، أرسلت مصر رسالة واضحة وقوية إلى العالم، مفادها أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو تغيير الخريطة الديموغرافية في المنطقة ستكون بمثابة إلغاء لاتفاقية كامب ديفيد، التي تُعدّ أحد الركائز الأساسية للاستقرار في الشرق الأوسط منذ عقود. وأكدت مصر أنها لن تسمح بوجود أي كيان أو دولة على حدودها، خاصة في الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة التي تُشكّل تهديدًا لأمنها القومي.  


هذه الرسالة القوية التي وجهتها القيادة المصرية جاءت ردًا على التحركات الأخيرة التي تُثير قلقًا إقليميًا ودوليًا، وأدت إلى حالة من التوتر داخل الإدارة الأمريكية ودوائر صنع القرار في الكيان الإسرائيلي. وفقًا لتقارير إعلامية، أظهرت وثائق داخلية من البنتاغون تخوفًا واضحًا من القدرات العسكرية المصرية، حيث أشارت إلى أن الجيش المصري يُعتبر قوة لا يُستهان بها، وأن الولايات المتحدة تفتقر إلى المعلومات الكافية حول تحركاته واستراتيجياته.  


وأكدت التقارير أن مصر باتت "خارج السيطرة" من وجهة نظر بعض الأطراف الدولية، وهو ما يعكس تغيرًا في موازين القوى الإقليمية. وأشارت الوثائق إلى أن مصر، تمامًا كما تفعل إسرائيل، لديها الحق الكامل في تأمين حدودها وحماية أمنها القومي، لكن ذلك قد يؤدي إلى فوضى عارمة في المنطقة إذا لم تُدار الأزمة بحكمة.  


من جهة أخرى، يُعتبر تصريح مصر بأن التهجير يعني إلغاء كامب ديفيد بمثابة إنذار أخير للدول والأطراف التي تُحاول تغيير معادلة الأمن في المنطقة. فمصر، التي تُعدّ حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي، لن تسمح بتغيير الحدود أو إعادة رسم الخرائط بما يُهدد مصالحها أو يُضعف سيادتها.  


في الوقت نفسه، يُلاحظ أن الرسالة المصرية جاءت مدعومة بدراسات واستراتيجيات عسكرية وأمنية دقيقة، تُظهر قوة الجيش المصري وقدرته على التعامل مع أي تهديدات محتملة. وهذا ما أثار حالة من التخبط والقلق في أوساط صناع القرار الأمريكيين والإسرائيليين، الذين بدأوا في إعادة تقييم مواقفهم وسياساتهم تجاه القاهرة.  


ختامًا، تُؤكد مصر أنها ليست فقط قادرة على حماية حدودها، ولكنها أيضًا قادرة على إعادة تشكيل المشهد الإقليمي إذا استدعت الضرورة. وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة، قد تُعيد تعريف التحالفات والصراعات في المنطقة، مع مصر كفاعل رئيسي في هذه المعادلة.

تعليقات