تصادم غامض بين حاملة طائرات أمريكية وسفينة تجارية قرب سواحل بورسعيد
كتب مختار أبوالخير
في حادثة غريبة أثارت تساؤلات عديدة، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأسطول السادس الأمريكي، الكابتن تيموثي جورمان، عن وقوع تصادم بين حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان" التابعة للأسطول السادس، والسفينة التجارية "إم/في بشيكتاش-إم" في البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من سواحل بورسعيد. وذكر البيان أن الحادثة وقعت مساء الأربعاء الماضي، عند الساعة 11:45 ليلاً، دون أن يوضح أسباب التصادم أو الظروف التي أدت إليه.
البيان الرسمي، الذي جاء مقتضباً ومحدوداً، لم يقدم أي تفاصيل حول كيفية وقوع الحادثة، مما أثار استغراب المراقبين والمهتمين بالشؤون العسكرية. فتصادم سفينة بحجم حاملة الطائرات "هاري إس ترومان"، التي تعد واحدة من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، مع سفينة تجارية، يعد أمراً غير مألوف ويستدعي التحقيق.
تساؤلات حول أسباب التصادم
من الطبيعي أن تثار تساؤلات حول كيفية حدوث مثل هذا التصادم، خاصة وأن حاملات الطائرات لا تبحر عادة بمفردها، بل تكون محاطة بمجموعة قتالية تشمل فرقاطات ومدمرات وسفن دعم أخرى، مهمتها تأمين الحماية للحاملة ومنع أي اقتراب غير مرخص من السفن الأخرى. فكيف تمكنت السفينة التجارية من اختراق هذه الحلقة الأمنية والاصطدام بالحاملة؟
بعض التكهنات الأولية تشير إلى أن الظروف المناخية السيئة، مثل الرياح العاتية والأمواج العالية، قد تكون لعبت دوراً في الحادثة. لكن هذا التفسير يبدو غير مقنع للكثيرين، خاصة مع وجود أنظمة ملاحية متطورة على متن الحاملة والسفن المرافقة، والتي من المفترض أن تمنع مثل هذه الحوادث حتى في أسوأ الظروف الجوية.
هل أصبحت حوادث التصادم "روتينية"؟
التصريحات الرسمية المقتضبة التي صدرت عن الحادثة تدفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت مثل هذه الحوادث أصبحت أمراً روتينياً بالنسبة للأسطول الأمريكي. ففي الأشهر الأخيرة، شهدت القوات البحرية الأمريكية عدة حوادث تصادم بين سفنها وسفن أخرى، سواء في البحر أو حتى في الجو، مما يثير تساؤلات حول كفاءة الأنظمة الأمنية والملاحية التي تعتمد عليها هذه السفن.
تحيات ساخرة للرئيس الأمريكي
في ختام البيان، لم ينس المتحدث باسم الأسطول السادس أن يرسل تحياته إلى الرئيس الأمريكي، متمنياً له الصحة والعافية، في إشارة ساخرة ربما إلى الضغوط السياسية والأمنية التي تواجهها الإدارة الأمريكية في الفترة الأخيرة.
بينما تنتظر الأوساط العسكرية والسياسية نتائج التحقيقات الرسمية في الحادثة، تظل الأسئلة معلقة حول كيفية وقوع هذا التصادم الغريب، وما إذا كان وراءه أسباب تتجاوز مجرد "خطأ ملاحي" بسيط.
تعليقات
إرسال تعليق