القائمة الرئيسية

الصفحات

ترامب يطلب من السعودية التوسط مع مصر في لقاء ودّي بعد تصاعد التحركات المصرية القوية


ترامب يطلب من السعودية التوسط مع مصر في لقاء ودّي بعد تصاعد التحركات المصرية القوية


بقلم مختار أبوالخير 


في تطور لافت، طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المملكة العربية السعودية التوسط بينه وبين مصر في لقاء ودّي تم عقده أمس. جاء هذا الطلب في أعقاب تصاعد التحركات المصرية الأخيرة التي وُصفت بالذكية والقوية، والتي أثارت قلق الجانب الأمريكي والإسرائيلي. ووفقًا لمصادر مطلعة، تضمنت شروط ترامب تنازله عن مخططات التهجير المزعومة، بالإضافة إلى تخفيض الخطاب الإعلامي الإسرائيلي العدائي تجاه مصر، ووقف أي حديث عن احتمالية نشوب حرب بين الجانبين.


وقد جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من التحركات المصرية التي أظهرت قوة وحنكة الدبلوماسية المصرية، بما في ذلك منع مرور القاذفات الأمريكية في المجال الجوي المصري، بالإضافة إلى الحادث الغامض الذي تعرضت له حاملة طائرات أمريكية قرب السواحل المصرية، مما أثار شكوكًا لدى الجانب الأمريكي بأن مصر بدأت تتعامل معهم كخصم، وأنها قد تعمل على تقليص النفوذ الأمريكي في المنطقة بشكل تدريجي.


مصر تعزز استقلاليتها بقرارات استراتيجية


في سياق متصل، تشير تقارير إلى أن مصر تعمل على تعزيز استقلاليتها في صنع القرار، خاصة بعد أنباء حصولها على طائرات متطورة من الصين، مما يعزز قدراتها العسكرية ويجعلها أقل اعتمادًا على المساعدات الخارجية. كما أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإنشاء قوة عربية مشتركة، وهو ما لاقى تجاوبًا ملحوظًا في القمة العربية الأخيرة، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أساءت إلى السعودية، مما دفع الدول العربية إلى التضامن مع الموقف المصري.


عرض أمريكي بقيمة 20 مليار دولار لإعادة إعمار غزة


خلال اللقاء الودي، عرض ترامب مبلغًا قدره 20 مليار دولار لمصر لاستخدامه في إعادة إعمار غزة، وهو ما يمثل تحولًا في الموقف الأمريكي الذي كان يشترط سابقًا التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية قبل تقديم أي مساعدات. إلا أن التصعيد الأخير في المنطقة دفع الجانب الأمريكي إلى التراجع عن هذا الشرط، في خطوة تُعتبر تنازلاً واضحًا من واشنطن.


مصر تفرض رأيها وترغم ترامب على التراجع


يُعتبر هذا اللقاء علامة فارقة في العلاقات الدولية، حيث نجحت مصر في فرض رأيها وإجبار ترامب على التراجع عن أحد قراراته، وهو ما يُعد انتصارًا دبلوماسيًا لمصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها. وقد أثبتت مصر مرة أخرى أنها قادرة على التعامل مع الأزمات بحكمة وقوة، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في الشرق الأوسط.


في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على أن تستمر مصر في مسيرتها نحو تحقيق الأمن والاستقرار، ليس فقط لشعبها، ولكن لكل المنطقة. حفظ الله مصر وشعبها وأمنها ورئيسها.

تعليقات