الشعب المصري جميعا رافض لقضية التهجير الفلسطيني رغم تهديدات أمريكا لمصر
بقلم مختار أبوالخير
رفض السيسي لخطة التهجير
أكد السيسي في خطابه أن الموقف المصري الرافض للتهجير ليس شخصياً، بل يعكس إرادة الشعب المصري. هذه النقطة تتوافق مع التصريحات الرسمية المصرية التي تُعارض أي نقل قسري للفلسطينيين، خشية تكرار تجربة النكبة (1948) أو النكسة (1967).
تفسير صورة "جيروزاليم بوست
وُضعت صورة تجمع السيسي بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (الذي قُتل في حادث طائرة مشبوه) في مقال لا علاقة له بإيران. يُفسر الكاتب هذا كـ"رسالة مشفرة" من إسرائيل تهدد السيسي بالاغتيال إن استمر في معارضة المخططات الإسرائيلية.
السياق الإقليمي
تُشير الرسالة إلى اجتماع بين نتنياهو وبلينكن، حيث عبّر الأول عن عزمه تنفيذ التهجير حتى لو اعترض السيسي، مما يعكس تصعيداً في المواجهة بين مصر وإسرائيل.
السيسي كـ"خطر" على القوى العالمية
يُصوَّر السيسي كرمز لمقاومة المخططات الاستعمارية والمصالح الخفية (كالماسونية وأمراء الحروب)، مع تأكيد أن شعبيته وقوته تجعلان من إزاحته أمراً صعباً.
تحليل النقاط المثيرة للجدل
دور "جيروزاليم بوست
بينما تُعتبر الجريدة منبراً إسرائيلياً مؤثراً، لا يوجد دليل قاطع على أنها "لسان حال الموساد". استخدام الصورة قد يكون محاولة لربط مصر بإيران (العدو الإسرائيلي) لتقويض شرعيتها الإقليمية، أو مجرد اختيار تحريري عشوائي. التفسير كـ"تهديد مبطّن" يبقى ضمن نطاق التحليل الشخصي.
التهديد بالاغتيال
فرضية التهديد الإسرائيلي تستند إلى قراءة بين السطور، لكنها تفتقر إلى أدلة ملموسة. التاريخ يشهد أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية (كحالات علماء النووي الإيرانيين) تستهدف عادة كل من هم مرتبطين مباشرة بما تراه إسرائيل تهديداً وجودياً، .
موقف السيسي والشعب المصري
الموقف المصري الرافض للتهجير مدعوم بثوابت سياسية وتاريخية، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الضغوط الاقتصادية والأمنية التي قد تُمارس على مصر لقبول حلول تُناسب الأجندة الإسرائيلية-الأمريكية.
خطاب "المؤامرة العالمية
الإشارة إلى "حكام العالم السريين" أو "الماسونية" تندرج ضمن خطاب المؤامرة الذي ينتشر في الشارع العربي، وقد يُستخدم لتعزيز الشرعية الداخلية للقادة عبر تصويرهم كأبطال يواجهون قوى شريرة.
التقييم العام
الجانب الواقعي
الموقف المصري الرافض للتهجير حقيقي وواضح، وهو جزء من سياسة مصرية ثابتة تحمي الحدود وتعارض تصفية القضية الفلسطينية. التصريحات الإسرائيلية حول تهجير الغزيين مُوثقة، وكذلك تحذيرات مصر من تداعياتها.
الجانب التخميني
ربط تصرفات إسرائيل (مثل نشر الصورة) بتهديدات مباشرة للسيسي يبقى ضمن إطار التحليل السياسي غير المؤكد، الذي يعكس هواجس مشروعة في ظل تاريخ من التوترات، لكنه يحتاج إلى أدلة أكثر وضوحاً.
البُعد العاطفي
الخطاب يعكس تعبئة شعبية ودعماً للسيسي كرمز للمقاومة، وهو أمر طبيعي في سياق الأزمات، لكنه يستدعي الحذر من الانزلاق إلى خطاب استقطابي يختزل الصراع في "الخير vs. الشر".
خاتمة
الرسالة تخلط بين الوقائع الثابتة (كرفض التهجير) وتفسيرات ذاتية (كتهديد الاغتيال)، مما يعكس حالة القلق السائدة في الشارع العربي تجاه المخططات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، يُذكرّنا الموقف المصري بأهمية التمسك بالثوابت الوطنية والقومية، مع ضرورة الاعتماد على مصادر موثوقة لتجنب الوقوع في فخ التضليل أو التهويل.
تعليقات
إرسال تعليق