مجلس حكماء المسلمين في 2023م ..جهود بنَّاءة لترسيخ وحدة الأمة وتعزيز الحوار الإسلامي
كتب - محمود الهندي
شَهِدَ العام الجاري خطوات تاريخيَّة رائدة قام بها مجلس حكماء المسلمين، لنشر قيم التسامح والتعايش السلمي وتعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي، وذلك انطلاقًا من دعوة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى عقد حوار (إسلامى إسلامى) جاد من أجل إقرار الوحدة والتَّقارب والتعارف، ومن أجل الأخوَّة الدينية والإنسانية، تُنبذ فيه أسباب الفُرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص، ويُركَّز فيه على نقاط الاتفاق والتلاقي .
وفي إطار هذه الدعوة جاءت الزيارة المهمة التي قام بها وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين إلى جمهورية العراق، شملت النجف وبغداد وأربيل، وذلك بهدف عقد حوارٍ جادٍّ وفعَّال مع كافَّة مكونات الشعب العراقي وبناء جسور التَّواصل الفعَّال بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التَّفاهم بين كافة الطوائف الإسلامية.
ويُولي مجلس حكماء المسلمين اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الحوار الإسلامي- الإسلامي بوصفه أساسًا لتعزيز الوحدة والسلام في المجتمعات المسلمة؛ حيث جاءت زيارة العراق باعتبارها خطوة أولى في هذا الاتجاه الذي يلتزم بمواصلة هذا النهج البنَّاء لتعزيز الثِّقة وتشجيع الاحترام المتبادل بين أتباع المذاهب المتعددة داخل المجتمع الواحد تحقيقًا للسِّلم والوئام العام .
وكانت زيارة وفد الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين إلى العراق تضمَّنت ثلاث محطات بدأت بمدينة النجف ولقاء نخبة من أساتذة وعلماء الحوزة الدينيَّة والجامعية في "معهد الخوئي"، بالإضافة إلى لقاء ممثل المرجع الشيعي الأعلى سماحة السيد علي السيستاني، ووكيله المعتمد، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وتركز الحوار على مناقشة أبرز التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة العربيَّة والإسلاميَّة، وسبل رأب الصدع، وإعلاء روح الأخوَّة الدينيَّة، وأهمية التعاون المشترك والتفاهم بين أبناء الدين الواحد .
في حين جاءت العاصمة بغداد في المحطة الثانية للزيارة، وتضمَّنت لقاء معالي محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، وعدد من القيادات الدينية والمجتمعيَّة في بغداد، شملت لقاء معالي الدكتور مشعان الخزرجي، رئيسَ ديوان الوقف السني بجمهورية العراق، وسماحة الشيخ الدكتور حامد عبد العزيز الشيخ حمد رئيس الرابطة وإمام الحضرة المعروفية وخطيبها، ولقاء الشيخ العلامة د. أحمد حسن الطه، كبير علماء المجمع الفقهي في العراق، بالإضافة إلى زيارة جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، وركَّزت اللقاءات على سُبُل تطوير التعاون بين مجلس حكماء المسلمين والمؤسسات العراقية، والمشروعات المشتركةٍ التي تهدف إلى تعزيز الأخوَّة الدينيَّة والتعايش الإنساني محليًّا ودوليًّا .
فيما مثلت أربيل المحطة الثالثة للزيارة التي التقى خلالها وفد الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين، معالي بيشتوان صادق، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان، بحضور رئيس الوقف السني العراقي ورئيس اتِّحاد علماء كردستان، وذلك بهدف سُبُل تعزيز التَّعايش والتَّسامح والسلام، ودور الأديان في نشر وترسيخ قيم الحوار والتواصل الفعال بين مختلف الطوائف والمذاهب.
وقد لاقت هذه الزيارة اهتمامًا وترحيبًا كبيرًا من كافة مكونات الشعب العراقي الذي يتطلع إلى زيارة تاريخية مرتقبة لفضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى العراق؛ حيث تحظى هذه الزيارة باهتمام كبير من جانب فضيلة الإمام الأكبر؛ لما لها من أهمية في دعم قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها وحدة الأمة وتعاضدها وتلاحمها، وقد بدأ الإعداد لها منذ فترة طويلة وتأجَّلت بسبب جائحة كورونا، وتجدَّدت بعدها دعوة السلطات الرسمية والشعبيَّة بالعراق لشيخ الأزهر لإتمام الزيارة .
يُذكر أن مجلس حكماء المسلمين هو هيئةٌ دوليةٌ مستقلةٌ، تأسست في أبوظبي يوم ٢١ رمضان ١٤٣٥ هـ، الموافقُ ١٩ يوليو ٢٠١٤، بهدف تعزيزُ السِّلمِ في المجتمعاتِ المسلمةِ وغيرِ المسلمةِ، ونشر وتعزيزُ قيمِ التسامحِ والحوارِ والتعايشِ المشتركِ، يرأسُها فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ أ. د. أحمد الطيب، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، وتضمُّ في عضويَّتِها مجموعةً من علماءِ الأمَّةِ وخبرائِها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمةِ والعدالةِ والاستقلالِ والوسطيَّةِ .
تعليقات
إرسال تعليق