سامية خليفة / لبنان
حولي الجرارُ ملأى غبارًا والعطشُ انكسارٌ مرٌّ، يرنو توقُ العشقِ يخترقُ جدارَ الصّوتِ يدوي انفجارُه من عمقِ غياهبِ الوجدِ، تنبلجُ آفاقٌ، تكتحلُ عيونٌ، هنا سيلُ شلالاتِ دموع تهمي انسيابًا لعاشقينَ أصابتْهم اللَّعناتُ، شاردةٌ غزلانُ اللِّقاءِ، عمياءُ مسافاتُ الصَّبِّ، جاحدةٌ خفقاتُ الرَّجاءِ!
هناكَ في ركنٍ بعيدٍ عن الصّخبِ، رهبةٌ تأتزرُ صمتًا مطبقا، وتحتَ جنحِ ظلامٍ دامسٍ، تنساب إلى مسمعي تراجيعُ مناجاةِ الأحبَّةِ للقمرِ، يا لنشيجِ القلوبِ العليلةِ التي لم تتشافَ على أنغامِ أوتارِ أورغِ أورفيوس الصّادحةِ دومًا المقبلةِ بأطيافها الهلامية، هي أنغامٌ تتجسد في أطيافٍ! يبترد القلبُ وتقرُّ العين وأنا أشاهدُ عن بُعدٍ احتضانَ إلهةِ الجمالِ أفروديت لصحراءَ قاحلةٍ لتنبتَ مكانَها في لمحةِ بصرٍ المروجُ الخضراءُ! أمشي الهوينى لأخترق غلافًا مشبعًا بهسيس نارٍ مندلعةٍ، أقفُ مشدوهةً تتلعثمُ بي اللُّغةُ!!! وفي جهة منبوذة منشقَّةٍ عن عالمِنا، عالمٌ آخر يعلو محيّاهُ دخانٌ أسودُ ، حرائقُ أبديّةٌ تلسعني برياحِها الحمئةِ القادمةِ من هجيرِ أزمنةٍ سحيقةٍ!!! من يطفئُ ولَهًا أشعلَ قلوبَ عاشقينَ عبرَ الزَّمن تفرَّقوا ولم يلتقوا؟...
تعليقات
إرسال تعليق