النهاية قادمة
بقلم: هبة المنزلاوي
أراك تكتب بدموعك قصة الرجل الصامد الذي أبَى أن يبيع مبادئه بأشياء فانية ، عاش في زمن لا يشبهه وبين أناس تجردت من الرحمة ،و أصاب قلوبهم داء يصعب علاجه ، ظنوا أنهم ملوك الأرض يدنسونها كيفما شاءوا، لم ترَ أعينهم النهايات ، فخسروا أنفسهم ولم يجدوا لهم في الحياة مكانا ، أصبحوا أجسادا حارقة كلما اقترب أحد منها تألّم من لهيب شرها
ولكن أرواحهم أصبحت رمادا ولم يبقَ منهم إلا أشلاء إنسان ، ذهب عمرهم ولم يضعوا في رصيدهم نقطة واحدة، تتحدث عنهم، بل تركوا قلوبا مقهورة، كلما تذكرتهم ، انطلقت دموعهم كالسهام إلى السماء ، فاستجاب لها الرحمن ، فاصبر أيها الإنسان ولا تحزن إن كنت نقيا في زمن بلا شرف ، يكفيك أنك كنت للحق حارسا أمينا ، وإن كثرت حولك الصراعات تعلم أن تخرج منها بوجه أبيض ، إيّاك أن تحمل فوق أكتافك ذنوبا تضنيها ،، راجِع سجلك وتذكّر أنك ستقرأه بصوت عالٍ بعدما تنتهي أوراقه ويجف الحبر ؛ فلا فرصة للإضافة، ولا توجد ممحاة لتغيّر حرفا تخجل من نسبه إليك ، عطّر روحك بالخير، فيدافع عنك يوم تلقاه، وابتعد عن شبهات الدنيا ، ترتفع منزلتك للأبد، يتمنى عدوك أن يراك واقعا في مصيدة أفعالك ، فحطم أمانيه وقاوم أهواءك وانتصر لنفسك ، وتذكر أنّ مفتاح المجد لمن صبر ، فاثبت على قيمك ولا تخف ، يوما ما سيبكي الظالم على عمره الذي أصبح صفحة سوداء ، وستفرح أنت بقصتك ، فاكتبها بأحرف صافية،فغدا النهاية قادمة.
تعليقات
إرسال تعليق