جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض أبوظبي للكتاب ينظم ندوة حول دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح وتعزيزها والتعايش السلمي
كتب - محمود الهندي
نظم جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ33 ندوة بعنوان "الإعلام في مواجهة خطابات التطرف والكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، قدمها كل من سعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات "وام"، والسيد عبده جاد الله، رئيس إدارة التحرير في الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية (IMI)؛ حيث ركزت الندوة على آليات تفعيل دور وسائل الإعلام ومؤسساته في مواجهة خطابات الكراهية والتعصب، كما دعت إلى أهمية بناء جيل قادر يمتلك من الوعي والفكر الصحيح لمواجهة الرسائل المغرضة والموجهة والأيديولوجيات والخلفيات المتطرفة .
وفي بداية الندوة أشاد سعادة محمد جلال الريسي، بجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في تعزيز السلم والتسامح والتعايش الإنساني، وبناء جسور التواصل والحوار بين الحضارات والشعوب والثقافات المختلفة، وإبراز الصورة الصحيحة للإسلام وفكره الوسطي المستنير في مواجهة خطابات التطرف والكراهية والتمييز، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرصت على ترسيخ قيم الإخاء الإنساني والتسامح وقبول التنوع والتعددية لدى المجتمع الإماراتي، الذي يضم أكثر من 200 جنسية، يعيشون في وئام وسلام، وسارت على نهجه القيادة الرشيدة، كما تم سن تشريعات وقوانين لمكافحة جرائم الكراهية والتمييز، بالإضافة إلى إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز المتخصصة في هذا المجال .
وأوضح سعادة مدير عام وكالة أنباء الإمارات، أهمية إيجاد ارتباط وتكامل بين وسائل الإعلام والمؤسسات والمنظمات الرائدة مثل مجلس حكماء المسلمين والمراكز البحثية لدراسة أوضاع الفكر المتطرف والإرهابي، من أجل الوصول لرؤية مشتركة للرسائل الإعلامية الصحيحة التي تعزِّز قيم التعايش والتسامح وقبول الاختلاف واحترامه، مشيدًا بمبادرة مجلس حكماء المسلمين "مدونة العشرين: مبادئ العمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية"، داعيًا إلى ضرورة إطلاق العديد من المبادرات الهادفة لمواجهة خطابات الكراهية وتعزيز التعايش الإنساني وتدريب جيل قادر على حمل لواء التسامح والتعايش والسلام، مشيرًا إلى أن هناك مسؤولية تقع على وسائل الإعلام تتعلق بتوفير المنصات المناسبة لإيصال صوت الحكماء ورسالتهم للتسامح والوسطية وقيمها السامية والنبيلة إلى مختلف فئات المجتمع من أجل بناء أوطان تنعم بالسلام والاستقرار .
من جانبه، أكد السيد عبده جاد الله أهمية الالتفاف حول قيم التسامح والاعتدال، وبذل الجهود من أجل بناء جسور السلام والتعايش المشترك، ونشر ثقافة الحوار والقبول بين مختلف فئات المجتمع، باعتبارها سبيلًا وحيدًا للقضاء على الإرهاب وضمان مستقبلٍ آمنٍ ومزدهر للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على وسائل الإعلام لدعم الجهود العالمية الهادفة إلى تعزيز التعايش السلمي وترسيخ قيم الأخوة الإنسانية، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحولات ونزاعات متسارعة، داعيًا إلى إطلاق برامج ومشروعات إعلامية وتوسيع دور المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي لإحداث التغيير الإيجابي المطلوب والتصدي لخطاب الكراهية والتطرف المنتشر سواء على الفضائيات أو منصات التواصل الاجتماعي .
جدير بالذكر أن مجلس حكماء المسلمين أطلق ضمن "التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية"، بالتزامن مع الاحتفاء بمرور عام على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، "مدونة العشرين: مبادئ العمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية"، وهي عبارة عن ميثاق مهني يلتزم به الإعلاميين أخلاقيًّا وتنبثق منه مبادئ أساسية لضبط الممارسات المهنية في قطاع الإعلام وأخلاقي، من خلال التركيز على أهمية دور الإعلام في تعزيز قيم التعايش والتسامح والأخوة الإنسانية ونبذ خطابات التعصب، والكراهية والتطرف والإرهاب .
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ يقدِّم فيه أكثر من 220 إصدارًا بـ 5 لغات مختلفة، منها 22 إصدارًا جديدًا يعالج أبرز القضايا الفكرية المهمة، بالإضافة إلى استضافة مجموعة من الندوات الثقافية التي تُناقِشُ موضوعات تركِّز على الحوار والتسامح والتَّعايش والشَّباب وصناعة السلام والبيئة، وركنٍ مميز لفن الخط العربي، وعدد من الفعاليات الترفيهية المخصصة للأطفال؛ حيث يقع جناح المجلس في قاعة 10 جناح 10 C17 بمركز أبوظبي الوطني للمعارض .
تعليقات
إرسال تعليق