القائمة الرئيسية

الصفحات

مجلس حكماء المسلمين ينظم جلسة نقاشية ضمن برنامج زمالة آزادي في باكستان


مجلس حكماء المسلمين ينظم جلسة نقاشية ضمن برنامج زمالة آزادي في باكستان 


كتب - محمود الهندي 


عقد مجلس حكماء المسلمين جلسة نقاشية بعنوان "دور المؤسسات الدينية في تعزيز التعايش السلمي"، وذلك ضمن برنامج زمالة آزادي الذي انطلقت فعالياته السبت الماضي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور ضياء الحق، رئيس مجمع البحوث الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية، والدكتور كمال بريقع، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد؛ والسيد سردار رنجيت سينغ، عضو البرلمان السابق في إقليم خيبر بختونخوا؛ والأسقف صموئيل روبرت أزاريا، مدير مركز الدراسات المسيحية في راولبندي، والسيد كريستوفر شرف، منسق برنامج "سايبان باكستان" للأقليات المسيحية، إلى جانب عدد بارز من قادة الأديان ورموزها والمفكرين والمثقفين والأكاديميين والباحثين  . 


في بداية الجلسة، أشار السيد سردار رنجيت، إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، تمثل دستورًا إنسانيًّا ونهجًا شاملًا وواضحًا يجب أن يتم اتباعه لبناء مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة، داعيًا قادة الأديان إلى الاستفادة من دورهم المؤثر والفعَّال في مجتمعاتهم لنشر ثقافة الأخوة الإنسانية وقيمها والتعايش السلمي وقبول الآخر واحترامه خاصة بين الشباب والأجيال الناشئة، لضمان ترسيخ هذه القيم في نفوسهم منذ الصغر، مما يسهم في خلق بيئة عالمية يسودها العدل والمساواة والتآخي  . 


و أكد الدكتور كمال بريقع، أن التعايش السلمي يمثل مبدأً أساسيًّا ينبغي على الجميع تبنيه والتحلي به، مشيدًا إلى بالجهود الرائدة التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه، التي تجسد رؤية راسخة بأهمية تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الأديان، بصفتها وسيلة فعَّالة للتغلب على التحديات التي تواجه المجتمعات المتعددة الثقافات.

وفي السياق ذاته، أوضح الأسقف صموئيل روبرت أزاريا قدرة الأديان المختلفة على إحداث تغيير إيجابي ومستدام في المجتمع، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في نشر قيم التسامح والتفاهم المتبادل، وتبنِّي مفاهيم التنوع والتعددية واحترام الآخر، التي تعد خطوات جوهرية لتحقيق مجتمع متماسك ومترابط، وأكثر عدلًا وإنسانية  . 


كما شهدت الجلسة النقاشية عرضًا لأبرز المبادرات والمشروعات التي قدَّمها مجلس حكماء المسلمين، بهدف تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة ونشر قيم الحوار والتسامح وتعزيزها والتعايش الإنساني؛ حيث أكد المشاركون الدور الحاسم للمؤسسات الدينية في تعزيز التعايش السلمي، والحاجة الملحَّة للعالم إلى تعزيز المفاهيم الإيجابية وقبول الآخر واحترامه، وأن الأفراد كلهم يعيشون في إطار أسرة إنسانية واضحة؛ حيث بعثوا رسالة مفادها أنه برغم خلفياتنا الدينية المتنوعة، فإن واجبنا نشر التعايش السلمي في جميع أنحاء العالم  . 


جدير بالذكر أن مجلس حكماء المسلمين نظم عددًا من الجلسات النقاشية التي بحثت أبرز التحديات الإنسانية المعاصرة، تناولت قضية التغير المناخي؛ حيث استعرض جهوده في تفعيل دور قادة الأديان ورموزها لمعالجة الأزمة المناخية، من خلال عقد القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ، التي توجت بإطلاق نداء الضمير بيان أبوظبي المشترك من أجل المناخ، وتنظيم جناح الأديان في COP28 الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف، ليشكل منصة عالمية للحوار من أجل العمل على إيجاد حلول ناجعة لأزمة المناخ، كما نظم جلسة لمناقشة الحرية الدينية والعلاقات بين الأديان، التي أكدت أهمية تعزيز مفهوم الحرية الدينية لتأسيس مجتمعات تحترم التنوع والاختلاف، وتتيح لأفرادها ممارسة معتقداتهم بحرية دون خوف من التمييز أو الاضطهاد، مما يحد من النزاعات ويعزز السلم الاجتماعي  . 


وكان مجلس حكماء المسلمين قد أطلق الدورة الثانية من برنامج زمالة آزادي بمدينة إسلام آباد، وذلك بالتعاون مع مجلس البحوث الدولي للشؤون الدينية والجامعة الإسلامية العالمية، ومجمع البحوث الإسلامية، ومركز التميز في مقاطعة خيبر بختوا نخوا لمكافحة التطرف العنيف، ومؤسسة رسالة باكستان؛ حيث يهدف البرنامج المنعقد في الفترة من 18 حتى 25 مايو الجاري بمشاركة 25 شابًّا وشابة من مختلف المذاهب والعقائد الدينية، إلى ترسيخ ثقافة الحوار الديني والثقافي، ودعم الجهود الرامية إلى تعزيز التعايش السلمي ومواجهة خطابات الكراهية والتطرف، بالإضافة إلى معالجة تحديات صناعة السلام عالميًّا  .

تعليقات