مجلس حكماء المسلمين: التنوع الثقافي سنة إلهية وقيمة إنسانية ينبغي تعزيزها لتحقيق التنمية المستدامة
كتب - محمود الهندي
أكَّد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنَّ التنوع الثقافي قيمة إنسانية تعكس التَّجارب البشرية المختلفة، فهو سنة إلهية، وجزء من نسيج الكون وقانون من قوانين الوجود التي تدعو إلى التآلف والتعاون والحوار والتعارف، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، لافتًا إلى أنه منذ فجر الإسلام، شَهِدَت الأمة الإسلامية تنوعًا فكريًّا وثقافيًّا غنيًّا أثرى حضارتها وجعل تأثيرها وأثرها يمتدُّ إلى مختلف أنحاء العالم .
وقال مجلس حكماء المسلمين، في بيانٍ بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الذي يوافق 21 مايو من كل عام، إنَّ قبول التنوع الثقافي والحضاري بين الأفراد هو المسار الوحيد لترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والأخوة الإنسانية، ومواجهة كافة أشكال الكراهية والتَّمييز والعنصرية والتطرف، داعيًا إلى مضاعفة الجهود الهادفة إلى تعزيز قيم التعددية والاحترام المتبادل وقبول الآخر والحوار بين الثقافات من أجل تحقيق التنمية وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة يسوده التفاهم والسلام والوئام .
وأوضح البيان أنَّ مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا حثيثةً في إطار تعزيز ثقافة الحوار وتأكيد أهمية احترام قيم التنوع وبناء جسور التواصل، فأطلق العديد من المبادرات في مقدمتها جولات الحوار بين الشرق والغرب، وقوافل السلام الدولية ومنتدى شباب صناع السلام وبرنامج الحوارات الطلابية، كما أسهم المجلس في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي بعام 2019، التي أكدت أنَّ التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلًا ثابتًا تتفرع عنه الحقوق والحريات .
تعليقات
إرسال تعليق