القائمة الرئيسية

الصفحات

فلسطين فى عيون الشعراء العرب على مائدة "الأعلى للثقافة"


فلسطين فى عيون الشعراء العرب على مائدة "الأعلى للثقافة"


كتب - محمود الهندي 


    تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلانى؛ وزيرة الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، أمسية شعرية بعنوان: (فلسطين فى عيون الشعراء العرب)، ونظمتها لجنة الشعر بحضور مقررها الأستاذ الدكتور يوسف نوفل، وذلك مساء أمس الأحد الموافق 14 يناير 2024؛ بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، وأدار الأمسية الشاعر أحمد عنتر مصطفى؛ عضو لجنة الشعر، وشارك فيها كوكبة من الشعراء والشواعر من مختلف الأقطار العربية وهم: ابتسام أبو سعدة (فلسطين)، وجبر بعدانى (اليمن)، وجمال الكنانى (العراق)، وعباس شكر (العراق)، وعبد القادر الحصنى (سوريا)، عذاب الركابى (العراق)، وعماد نصار (الأردن)، وفتيحة عبد الرحمن (الجزائر)، ومحمود مفلح (فلسطين)، ناهدة شبيب (سوريا)، نداء عادل (العراق).


افتُتِحت المشاركات بالأمسية، بأبياتٍ ألقتها الشاعرة الفلسطينية ابتسام أبو سعدة من أشعارها، والتى تقول فى قصيدتها بعنوان: (مُوصَدٌ.. دَرْبُ العَوْدَة):

تِلْكَ الصُّوَرُ الّتِي نَسْجُتُهَا فِي خَيَالِي�لَا تَمُرُّ إلَيْك�ثَمَّةَ حَاجِزٌ كَبِيرٌ يَصُدُّهَا�بَحَّةُ صَوْتِهَا مَثَلًا..�غَمْزَةُ عَيْنَيْهَا البَاسِمَة�جُورِيَّاتُهَا الّتِي لَا تَتَفتَّحُ إلَّا بِهَمْسِك�لَا زَالَ قَلْبُكَ يَنْبِضُ: هِيَ..�وَقَلْبُكَ يَنْبِضُ بَيْنَ أضْلُعِي�وَأنَا..�أمَشِّطُ قَصَائِدِي التَّائِبَةَ عَنِ العِشْقِ�أمَلِّسُ تَشَعُّثَهَا�أكُفُّ تَمَرُّدَهَا�حَتَى لَاتَنَفَكَّ لَاجِئَةً إلَيْك�قَاتَلْتُ فِيكَ فِكْرَةَ الوَطَن�فَاسْتَوْطَنْتَنِي..�وَأنَا لَاجِئَةٌ�لَا أحْمِلُ هُوِيَّةً تُسْكِنُنِي المَنْفَى�دُونَ تَهْجِير�لَكَ الحَكَايَا..�وَلِي أوْرَاقِي الُمَحَطَّمَة عَلَى أعْتَابِ قريةٍ�هَجَّرَتْ أبِي�شَتَّتْ هُوِيَّتِي�نَفَتْ ابْنِي�وأنْتَ يَحْمِلُكَ بَيْتُكَ الكَبِير�يَحْشُرُكَ فِي زَاوِيَةٍ تَقِفُ فِيهَا طَوِيلًا�وَلَا تَنَامْ�تَحْلُم، تُفَكِّر، تُخَطِّط، تَرْسُم، تَكْتُب، تُغَنِّي�فَيَسْقُطُ نَشَازُ حُلُمِكَ فِي عُلْبَةٍ�تَنْغَلِقُ عَلَيْكَ كُلَّمَا صَرَخْتَ: يَا وَطَن  . 


عقب ذلك جاءت مشاركة الشاعرة الجزائرية فتيحة عبد الرحمن، التى تقول فى قصيدتها بعنوان: (هنا الشام):

شَقِيقَ الرُّوحِ .. هَلْ تَذْكُرْ؟  . 


هُنَا كَانَتْ حَكَايَانَا ... كغصنٍ يانعٍ أزهرْ أمانُ اللهِ يحضنُنا وَعِشْقُ الشَّامِ يَجْمَعُنَا وَحُبُّ الْأَرْضِ يُغْنِينَا

جنينا مِنْ شَهِيِّ الزَّرْعِ مَا طَابَتْ عَطَايَاها لَهَونا فِي حُقُولِ الخيرِتحتَ الشّمس.. 

والمطرِ قطفْنا مِنْ غُصُونِ الله زَيْتُونًا وَرُمَّانَا

هُنَا عِشْنَا هُنَا كُنَّا وَعَيْنُ اللهِ تَحْرُسُنَا نُلَوِّنُ يَوْمَنَا الزَّاهِي نُشَكِّلُهُ وَنَرْسُمُ فَجْرَنَا الْآتِي مَنَارِاتٍ وَأَلْوَانَا حملْنا الصَّبْرَ بِالْأَحْلَامِ والآمالِ كي تبقى روابينا شباباً مورقاً أبدا وكَانَ الْـحُلْمُ مبتسما كلونِ الزّهرِ في نَيسانْ

وحضنُ الْقَلْبِ لِلْأَحْلَامِ أمداءٌ فأينَ الْيَوْمَ أَحْلَامِي؟

لَقَدْ ضعْنَا وَضَاعَ الْـحُلْمُ يَا زَمَنًا تَآمَرَ فِيهِ إِنْسَانٌ وشَيطانُ أرادوا الْـحَقَّ طوفانا ونورَ الشّمسِ بركانا

فهل ننسى بِأَنَّ الشَّامَ قبلتُنا، وزهرتُنا، ونورُ الله في دنياه؟! فَيَا عَزْمًا على الْأَحْقَادِ يَشْتَعِلُ نبادلُهمْ دنانَ الحبِّ لكنْ حقدَهم أعمى

أيَا ذُلًّاً دَفِينَ الْـحِقْدِ قَدْ بَانَا أَرَادُوا حَرْقَ أَشْجَارٍ فَفَاضَ الْكَوْنُ أَغْصَانَا أَرَادُوا دَفْنَ تَارِيخٍ وَمِيلَادٍ وَتَاهُوا فِي حِسَابَاتٍ وَلَمْ يَنْسَوْا بِأَنَّ اللهَ يَحْمِي الْعِرْضَ يَحْمِي الْأَرْضَ وَالشَّامَ


فيما ألقى الشاعر السورى عبد القادر الحصنى من أشعاره، ويقول فى قصيدته بعنوان: (طائر البراق): على لسان الشهيد الخالد محمد الدرة مخاطبًا قاتله الصهيونى:

أيا هذا البشرى! أنت يامن تطلق النار على جسمى الطرى!

أنت هل تقرأ؟ هل تكتب؟ هل ترسم؟ هل تعزف؟ هل تشرب شايًا؟ هل تلف الزيت والزعتر بالخبز الطرى؟

أنا أصغى فى الصباحات لموسيقى العصافير

وأستذكر أسراب الفراشات التى مرت بحلمى

راسمات أحرف اسمى

فى فضاء قزحى

أنـا درةٌ

أنا روح عذب بيضاء حرٌ

نزلت آيتها الأرضُ على  حجراً بين يدى

وحبانى الله سره من سلام ومسرَّة

كيف تنسى رعشات الطفل فى صوتى الندى

وقميصى المدرسى؟

كيف تسنى بيننا آخر نظرة؟!

أيهذا البشرى!


ثم محمود مفلح الذى يقول فى قصيدته بعنوان: (حماس):


ارفقْ بنفسكَ فالرَّصاصُ وَفيرُ

والأرضُ ما زالت هناكَ تدورُ

ما زالَ في أرضِ الكرامةِ خالدٌ

وأبو عبيدةَ ما يزالُ يُغِيرُ

لا تُسقطَنْ علمَ الجهاد فإننا

شعبٌ على غمَراته مفطورُ

ما زال في تلكَ الأكفِّ حِجارةٌ

واللهُ ربُّ العالمينَ نصيرُ..

دعْ عنكَ أوهامَ السياسةِ إنها

لغوٌ وإنَّ إناءها مكسورُ

إن السياسة لا تحررُ ذرةً

فالتُّربُ من سَكبِ الدماء طهورُ!

إنَّا بلَوناها، شربنا سمَّها

فاسأل تجِبكَ عنِ السلام جسورُ

أين السلامُ وأمتي مقهورةٌ

للقيد في عنُقِ الكريم صَريرُ؟

أين السلام، وكل يوم جثةٌ

تهوي هناك وصرخةٌ وأسيرُ؟


فيما ألقى الشاعر العراقى عذاب الركابى بعض من أشعاره، والذى يقول فى قصيدته بعنوان: (سلالة الموت والنسيان):

مَنْ نحنُ ..؟

وهمٌ يقاتلُ وهمًا،

ليسَ من جنسهِ

وما تعكسهُ المرآهْ ،

الآخرُ الصديقُ ليسَ الآخرُ،

والـ" أنا" الشموخ

ليسَ أناهْ

ووقتنا يهربُ من بطءِ وقتهِ،

وحزنُنا   ضاقَ في حزنهِ،

والفرحُ لا اسمَ ، ولا موعدَ لهُ،

نحنُ الباحثينَ عن اسمٍ لنا،

لا صوتَ .. ولا صدى

موتنا يبحثُ عن اسمٍ آخرَ لموتهِ،

وحياتنا تبحثُ عن الحياةْ.

واللامبالاةْ..،

زادُنا اليوميّ ، مصيبتنا،

جيناتنا التي حيّرتْ

علماءَ الكيمياء والفيزياءْ

والجوابُ..!

بالتفصيلِ لدى كائناتِ الماءْ

واللا موقف..!

الحليبُ المرُّ الذي يشربهُ أطفالنا،

شيطاننا  الذى

هزمَ في مرحٍ وسُخريةٍ

سلطة الإلهْ

وآهٍ.. وألفُ آهْ. قالوا لنا: إنّنا تمّ خلقنا

من طينةِ السكوتْ

ولا تعريفَ لنا للجبروت

و" إلى الوراء" سبقتْ في طقوسنا

" إلى الأمامْ "!

والكلامْ؟

خلص الكلامْ،

لمْ ينتهِ الكلامْ

أبدًا..!!

في حالنا الرتيبِ المحزنِ

يُمكنُ أنْ يلدَ الكلامْ

أوْ أنْ يكونَ بلا كلامْ

فعيوننا الهلكى،

لمْ تعُدْ ترى،

ولا تستعذب ضحكة النور،

خجلاً ، ومحاباةً

للسيّدِ الظلامْ

ولهذا لمْ ينتهِ الكلامْ

وأحلامُنا المؤجّلة والمسروقة

في غفلةٍ ونحنُ نيامْ

لا كلامْ .. ولا سلامْ

لا لمْ ينتهِ الكلامْ

. الوطنُ الذي يسكنُ فينا

يتركنا – وحيدين – في عراءِ الوقتِ

وعرضةً لشراسةِ ثلج المكانْ


ختامًا ألقى الشاعر اليمنى جبر بعدانى من أشعاره، ويقول فى قصيدته بعنوان: (آخر ما يُتلى من الشعر!):

ما أبعد الياء عن عينيَّ يا ياءُ�حرفان قد أرهقاني الحاءُ والباءُ

مذ حاولتْ لغتي التّصريح شاخ فمي�كأنّ حظي من الإفصاح إيماءُ

في كلّ ليلٍ أراني عين مُبتهلٍ�ما مسّها كعيون الخلق إغفاءُ

أشتمّ ريح احتراق الآه في رئةٍ�إن مسّها الدّاءُ أو ما مسّها الدّاءُ

يا طعنة الغدر في ظهري بلا سببٍ�قتلي بكفّ حبيب القلب إحياءُ

أنّي سقطتُ شهيداً في الهوى ودمي�ما خالط الماء إلّا أزهر الماءُ

فالخالدون من العُشّاق من قُتلوا �والميّتون بسيف الحبّ أحياءُ  .

تعليقات