القائمة الرئيسية

الصفحات


مشروبات صديقة القلب والشرايين


إعداد


ا.د./ فاطمة على أحمد

أستاذ كيمياء النبات بمركز بحوث الصحراء


متابعة إعلامية امل كمال 


يمكن إستهلاك العديد من المشروبات لتقوية عضلة القلب؛ ومن أكثر المشروبات لتقوية عضلة القلب هي التي تحتوي على فيتامين ب 12، ومن أبرزها حليب الأرز وحليب جوز الهند، حليب الصويا، أو غيرها من البدائل ذات الأصل النباتي، مع تناول نظام غذائي صحي مليء بالفواكه والخضروات والفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور أو الكينوا، والحصول على كمية كافية من البروتينات بعيدا عن إستهلاك اللحوم وتقليل المنتجات الحيوانية. ومن هذه المشروبات نذكر منها مايلى:

الماء: يعد الماء مشروبًا مثاليًا خاليًا من السعرات الحرارية ومرطبًا جيدًا للجسم، حيث يساعد شرب الماء على إبقاء الجسم رطباً وتسهيل عمليّة ضخ الدم من القلب عبر الأوعية الدموية إلى العضلات مما يزيد من كفاءتها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الجسم بحاجة للترطيب حتى في أوقات الراحة، وليس فقط أثناء ممارسة الرياضة، أو عند التعرض للشمس في الأيام شديدة الحرارة أو رطوبة الجو، كما قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، وتزيد أعمارهم عن خمسين عاماً، أو يعانون من زيادة الوزن للحذر من الجفاف بشكلٍ أكبر؛ وذلك لأنّه قد يؤدي إلى العديد من المشاكل مثل تورّم الأقدام، والصداع، وحتى أنَّه قد يتسبب في مشاكل قد تهدد الحياة مثل السكتات الدماغية، وبشكلٍ عام فإنّ الماء هو أفضل المشروبات التي تُساعد على ترطيب الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّه يُمكن الحصول عليه أيضاً من خلال تناول الأطعمة الغنيّة به مثل الخضروات، والفواكه الطازجة.

القرنفل: يحتوى 100 جرام من القرنفل على الكربوهيدرات (65 جرام)، البروتين (6 جرام)، الدهون الكلية (13 جرام)، السكريات (2 جرام)، 274 سعر حراري من الطاقة و الألياف الغذائية (33 جرام). كما يحتوى القرنفل على العديد من المعادن ومنها: الكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك. ويحتوى أيضا القرنفل على الفيتامينات ومنها: فيتامين C والثيامين والريبوفلافين والنياسين والفوليك وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12 وفيتامين أ وفيتامين ه وفيتامين د وفيتامين ك. يعمل القرنفل على تقوية عضلة القلب، فهو يحتوي على أنواع معينة من مضادات الأكسدة (Antioxidants) والتي تحتاجها عضلة القلب، فتقوي القلب وتحميه من الأمراض، كما إن شرب مغلي القرنفل أو إضافته إلى مختلف الأطعمة يساعد في الوقاية من إرتفاع نسبة الكولسترول فى الدم، كما أنه يقي من الإصابة بتصلب أو ضيق وإنسداد الشرايين القلبية الناتج عن تراكم الكولسترول والدهون داخلها، كما يساعد القرنفل في خفض ضغط الدم المرتفع إن تم شربه بعد غليه، فالمواد الكيميائية المكونة للقرنفل تزيد من توسيع الشرايين والأوعية الدموية وبالتالي ينخفض ضغط الدم تدريجيا ليصبح معتدلا وطبيعيا.

 

الشاي الأخضر: يعتبر الشاي الأخضر أحد أقوى المشروبات لتقوية عضلة القلب لما يحتويه من مكونات لها العديد من الفوائده الصحية؛ حيث أن أحد مكوناته الرئيسية مضادات الأكسدة (Antioxidants) التى تمنحه القدرة على حماية القلب حيث تساهم مضادات الأكسدة في تحسين صحة الخلايا التي تبطن القلب والأوعية الدموية من الداخل. كما أنه يساعد في خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول فى الدم، لذا يوصي خبراء التغذية بشرب ما لا يزيد عن ثلاثة إلى أربعة أكواب من الشاي الأخضر يوميًا، ويفضل الخالي من الكافيين.


النعناع: تشير العديد من الدراسات إلى أن النعناع مفيد جدًا للعديد من أعضاء الجسم، ففي دراسة تم تزويد مجموعة من الأشخاص بزيت النعناع العطري لمدة 10 أيام، ثم دراسة أثر تناوله على الأعضاء الوظيفية المختلفة، وكانت النتائج في ما يتعلق بالقلب إيجابية، حيث تمثلت هذه الفوائد في: تقليل معدل ضربات القلب، حيث لُوحظ حدوث إنخفاض في معدل نبضات القلب خصوصًا عند عمل نشاط يتطلب جهد عالي، مثل: لعب الرياضة وغيرها. كما أدى أيضا إلى تخفيض ضغط الدم الإنقباضي ((Systolic pressure ويرجع ذلك إلى تقليل إنقباض العضلات الملساء المكونة للشرايين الدموية. كما يساعد شاى النعناع فى مقاومة تلف الخلايا في جميع أنحاء الجسم ومن ضمنها القلب، وذلك نظرا لإحتواء النعناع على العديد من مضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة الجذور الحرة (Free radicles)، إذ تعد الجذور الحرة هي السبب الرئيس في تلف الأعضاء بما فيها القلب، إذ تُسبب الإلتهابات المزمنة التي تؤدي إلى تلف الأعضاء، يعمل النعناع على تقليل هذه الإلتهابات التي قد تؤثر على القلب وغيره. كما تحتوى أوراق النعناع على كمية جيدة من فيتامين أ، والذى يعمل على منع تلف الأنسجة في مختلف أنحاء الجسم، مما يجعله يقلل من حدوث أمراض القلب المختلفة.


الزنجبيل: الزنجبيل هو مميع (لزوجة الدم) طبيعي للدم مثل الأسبرين، ويعد من أهم الأغذية المميعة للدم، و هو عامل قوي ضد الإلتهابات (Anti-inflammatory). كما يستخدم الزنجبيل عادة كمساعد للهضم، وهو مفيد بشكل خاص لعلاج الغثيان، وخاصة إذا كان ذلك بسبب دوار الحركة أو الأدوية مثل الكوديين أو المورفين. و بما أن الزنجبيل مميع للدم، فيجب على المرضى الذين يتناولون الأدوية التي تخفف الدم مثل الكومادين (الوارفارين) إستشارة الطبيب حول كيفية إستهلاك الزنجبيل لعدم  تعارضها مع علاجات تميع الدم.


الزعتر: تعد أوراق نبات الزعتر من أغنى المصادر للبوتاسيوم والحديد والمغنيسيوم والكالسيوم والمنجنيز والسيلينيوم، وأيضا مصدرا غنيا للفيتامينات مثل فيتامينات ب المركب، بيتا كاروتين، وفيتامين C، فيتامين A، فيتامين K، وفيتامين E وحامض الفوليك. يحتوي الزعتر على مواد مضادة للأكسدة و كذلك على مواد مضادة للإلتهاب، و هو يستخدم بشكل فعال في علاج مشاكل الإلتهابات الرئوية، ونظرا لإحتواؤه على مضادات الأكسدة فإنه مفيد في الوقاية من أمراض القلب و تصلب الشرايين حيث يقلل من ترسب المواد الدهنية داخل شرايين القلب وبالتالي يحمي من الجلطات القلبية.


شاي الحلبة: تساهم الحلبة بخصائصها المضادة للأكسدة في الحد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، بسبب تأثيرها المخفض لمستويات الدهون في الدم. كما يقلل شاي الحلبة من تراكم الصفائح الدموية، ويحد من مخاطر تخثر الدم غير الطبيعي المرتبط بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويساعد في تقليل نسبة الكوليسترول والسكر في الدم والدهون الزائدة.


الكركديه: يحتوي الكركديه على العديد من المواد الفعالة والمفيدة لصحة القلب والجسم والمضادة للسرطان، كما تساعد المركبات الموجودة في الكركديه في تقليل الإجهاد التأكسدي في أنسجة القلب. ولقد أثبتت الأبحاث العلمية دور الكركديه في تقليل نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم عند مرضى السكري، وبالتالي المحافظة على صحة القلب والشرايين وتعزيزها، وما زال هناك حاجة لدراسات أخرى تثبت دوره في تقليل مستوى الكوليسترول عند الأصحاء.


حليب الصويا: يعد حليب الصويا من المشروبات الصحية التي تساهم في تعزيز صحة القلب، بسبب وفرة عنصر الكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى فيه، فيحتوى حليب الصويا قليل الدهون على الدهون غير المشبعة (Unsaturated fats) وهي غير ضارة مقارنة بالدهون المشبعة، كما أنه خال من الكوليسترول. و يمنع إنتقال الكوليسترول إلى مجرى الدم، كما يقلل من الدهون الضارة في الجسم مثل ثلاثي الجليسرول وLDL ويزيد من الدهون المفيدة للجسم مثل HDL. ويعمل على دعم جدران الأوعية الدموية، إذ يحمي جدران الأوعية الدموية من التكسر ومن إلتصاق الكوليسترول ومن الجذور الحرة (Free radicals)، مما يزيد من مرونة الأوعية الدموية. ويزود الجسم بتسعة أحماض أمينية أساسية لتكوين البروتينات والمضادات الحيوية مما يقوي جهاز المناعة، ويزيد من تكوين الأنزيمات المهمة في الجسم التي تزيد طاقة الجسم وإنتاجها في الخلايا. كما يحتوي حليب الصويا أيضا على فيتامين ب 6 وب 12 مما يقوي الجهاز العصبي ويحمي DNA من الجذور الحرة ومن التكسر. عندما يزداد الصوديوم في الجسم يزداد ضغط الدم، كما أن حليب الصويا يحتوي على بوتاسيوم يقوم على طرح الصوديوم الزائد في الكلى مما يخفض الضغط.


حليب الكركم: يحتوي الكركم على مركب يسمى الكركمين (Curcumin)، الذي لديه قدرة على الشفاء قوية. وبفضل خصائصه المضادة للإلتهابات، و قد يساهم في تقليل الترسبات الدهنية بالأوعية الدموية ويقلل من فرص إنسدادها، ويساعد على تقليل تلف جدران الشرايين، حيث أن الإلتهاب له تأثير مباشر على تصلب الشرايين، ليس هذا فقط بل يساعد الكركمين أيضا على دعم ضغط الدم الصحي ومنع تكون جلطات الدم، لكنه يمكن أن يرفع مستويات الكولسترول النافع (HDL) بنسبة 30 في المائة تقريبا. ويساهم حليب الكركم في منع تصلب الشرايين، لإحتواؤه على الكركمين، الذي يساعد في الحفاظ على صحة القلب عن طريق تقليل أكسدة الكوليسترول، ومنع الإصابة بالجلطة.


حليب الأرز: يعتبر حليب الأرز واحداً من أنواع الحليب الخالية من اللاكتوز الموجود في أنواع الحليب الأخرى، ويتم تحضيره من الأرز المسلوق ونشا الأرز البني، كما أنه لا يحتوي على عناصر ثانوية من منتجات حيوانية، مما يجعله خياراً جيداً للأشخاص النباتيين، فهو يوفر عدداً من العناصر الغذائية المهمة للصحة، ونظراً لأنه خالٍ من مشتقتات الحليب، غالباً ما يفضل الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز (Lactose). لا يحتوي لبن الأرز على الكولسترول، مما يجعله أفضل بكثير لصحة القلب، حيث يعد البديل الأفضل للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، وتشمل فوائد حليب الأرز الصحية ما يلي:  يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، ويزيد من عمليات الأيض في في الجسم.


حليب جوز الهند: المساهمة في خفض مستويات الكوليسترول السيء في الجسم ينعكس إيجابًيا على صحة القلب وتعزيزها. في دراسة إستهدفت 60 رجلًا لمدة 8 أسابيع، وجدت أن حليب جوز الهند قلل من مستويات الكوليسترول السيء مقارنة بتناول حليب الصويا، كما زاد من مستويات الكوليسترول الجيد بنسبة 18%. تجدر الإشارة إلى أن تفاعل الجسم مع هذا الحليب يختلف من شخص لآخر، بالتالي من المهم إستشارة المختص وبالأخص لمرضى الكوليسترول قبل تناوله.


عصير الفاكهة الطبيعي: من الأفضل إختيار عصير الفاكهة الطبيعي والخالي من السكر، وفي حال أردت شراءه من خارج المنزل فإحرص على الحصول على عبوة مدعمة بالستيرول، والذي يخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة ويحد من الإلتهابات، والتي تعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والشرايين.

بعد أن تعرفت على المشروبات لتقوية عضلة القلب من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن هذه الأعشاب آمنة للإستخدام لابد من إستشارة الطبيب المعالج قبل تناولها. ومن أهم الطرق التي من شأنها أن تساعد في تقوية القلب نذكر منها مايلى: الحفاظ على وزن صحي، الحصول على قسط كافٍ من النوم، الإقلاع عن التدخين، إتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة والمحافظة على اللياقة البدنية، تقليل التوتر، مراقبة الحالة الصحية ومراقبة إرتفاع ضغط الدم، أو إرتفاع الكوليسترول، أو مرض السكري مع تناول الأدوية الخاصة بك والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص عند الشعور بأي ألم في القلب

تعليقات