الأمين العام لحكماء المسلمين : العدالة بين البشر في توزيع الإمكانات والاستفادة من الفرص هي السبيل لمواجهة التحديات الراهنة
محمود الهندي
أكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، العدالة بين البشر في توزيع الإمكانات والاستفادة من الفرص هي السبيل لمواجهة التحديات العالمية الراهنة وفي مقدمتها أزمات المناخ ونقص الماء والغذاء وتزايد أعداد اللاجئين والمهاجرين جراء ما يشهده العالم من انقسامات وحروب وصراعات فاقمت من الوضع الإنساني لملايين البشر حول العالم وأثرت بشكل سلبي على تحقيق السلام العالمي .
وقال الأمين العام لمجلس حكماءالمسلمين، في كلمة له خلال جلسة بعنوان "الهجرة كونها أحد أعراض الفقر العالمي وعدم المساواة والتغير المناخي والصراع" ضمن فعاليات مؤتمر باكو العالمي العاشر بأذربيجان "عالم اليوم.. التحديات والآمال"، إن حوض البحر الأبيض المتوسط أضحى واحدة من المقابر الجماعية لضحايا محاولات الهجرة السرية من جنوب المتوسط إلى شماله، مشيرًا إلى أن ضرورة العمل على خطة واضحة للاستثمار في الإمكانات البشرية النوعية التي يمثلها المهاجرون .
وأوضح الأمين العام أنه يفضل استخدام مصطلح الهجرة السرية أو غير النظامية، بدلًا من الهجرة غير الشرعية لما يرتبط بمفهوم الشرعية من أبعاد أخلاقية وحقوقية تتجاوز المعايير القانونية في كثير من الحالات، لتلامس معاني غائبة في واقعنا العالمي .
ودعا المستشار عبد السلام إلى ضرورة التفكير في حلول عملية للحد من المخاطر والتحديات المشتركة التي تزيد من حدة الهجرة غير القانونية وما يحيط بها من ظروف إنسانية صعبة، وتستوعب في الوقت نفسه التعدد في الخصوصيات الثقافية التي تفتح المجال للاستفادة من الهجرة باعتبارها فرصًا متاحة، بدل النظر إليها من زاوية المخاطر والتحديات فحسب، مشيرًا إلى أن الكثير من المهاجرين عانوا من تصاعد مظاهر الإسلاموفوبيا والصور النمطية التي تلاحقهم بسبب انتمائهم الديني والثقافي، وتبني البعض خطابًا متشددًا للتخويف من المسلمين وعقيدتهم، الأمر الذي أنتج رهابًا من الإسلام لدى فئات من مواطني المجتمعات الأوروبية، ومن ثم تصاعد الاتجاهات المعادية للأجانب، مما وقف عائقًا أيضًا أمام اندماج بعض المهاجرين بشكل إيجابي في مجتمعاتهم الجديدة .
وأوضح الأمين العام أن مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، يعمل من خلال العديد من المبادرات والأنشطة والمشروعات المختلفة على الحد من خطاب الكراهية والتعصب والتمييز، ومكافحة الإسلاموفوبيا، والعمل على تعزيز الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، وهو ما نصت عليه وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في فبراير ٢٠١٩، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة .
تعليقات
إرسال تعليق