بقلم / مصطفي الحداد
تمكين الشباب هي تلك العملية الرامية إلى تنمية قدرات ومهارات الشباب، وإتاحة الفرصة لهم بشكل عادل لكى يوظفوا هذه القدرات بما يحقق لهم مزيداً من التقدم والارتقاء في كافة الامور الحياتية، بالإضافة إلى إشراكهم إشراكاً فاعلاً في صنع واتخاذ القرارات في كافة المجالات: السياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافية، والاجتماعية.
كما يمكن الحديث عن التمكين و مشاركة الشباب كهدفا رئيسيا في استراتيجيات وسياسات الإصلاح، وطنيا وعالميا، وتستند على مبدأ مفاده أن: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. أي أن تمكين الشباب يتطلب إعادة النظر في التشريعات والسياسات والممارسات من منظور الجيل، طالما اعتبرنا تمكين الشباب هدفا ووسيلة للإصلاح والتنمية.
تمكين الشباب لا يعنى فقط توليهم المناصب التنفيذية، ولكنه يتعدى ذلك ليشمل توفير بيئة حرة تمكنهم من تفريغ طاقتهم واستيعاب أفكارهم دون خوف أو تردد، ثم توفير الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تساعدهم في إيجاد عمل مناسب والاستقرار اقتصاديا واجتماعيا وإلا يبدو الأمر هزليا إذا طلبت من شاب أن يصبح وزيرا وهو غير قادر على الزواج أو إيجاد عمل مناسب ! ثم عبر التأهيل المناسب قبل التمكين بوضع آليات تستوعب اعداد اكبر من الشباب الراغب في صنع تاريخا لنفسه .
على ضوء ذكر اليات التمكين لا نغفل دور ثورة ٣٠ يونيو التي مثلت نواة حقيقية للتمكين الحقيقي للشباب بعد سنوات من التهميش، وأولت الدولة، متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، اهتماماً كبيراً بملف تمكين الشباب فى المناصب والوظائف، كإحدى الأساسيات للعبور نحو الجمهورية الجديدة، وظهر هذا جلياً في تولى الكثير من الشباب مناصب نواب للمحافظين، وفى البرلمان وبعض الوظائف القيادية الأخرى.
وعلى الجانب الآخر، لم تتوقف مناشدات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ قدومه رئيسًا للبلاد، بضرورة تمكين الشباب وتدريبه وتأهيله للقيادة في دولة يشكل فيها الشباب الأغلبية العظمى من عدد سكانها، وفي كل مناسبة تتجدد المطالبة بضرورة ضخ دماء جديدة في شرايين الجهاز الإداري للدولة، وأيضا تمكين الشباب السياسي وإتاحة المناخ المناسب للمشاركة في الحياة السياسية. وشهدت السنوات الماضية عدة تجارب لتمكين الشباب سياسياً وإدارياً بداية من الدستور الذي أتاح نسبة للشباب في الانتخابات البرلمانية والمحلية.
فالبداية كانت أضافت الدولة المصرية حماية واهتماماً خاصاً بتمكين ورعاية الشباب في دستورية 2014 والسعي لتمثيل الشباب بشكل ملائم وعادل في البرلمان ومن بعد ذلك تتعدد
الآليات التي يمكن من خلالها أن يشارك الشباب في الحياة السياسية مثالا عام 2016 الذى تم تخصيصه عاماً للشباب المصري في إطار الحرص على الاستماع لآراء الشباب، تم الإعلان عن إطلاق سلسلة من اللقاءات الدورية تحت عنوان: "المؤتمر الوطني للشباب.. أبدع انطلق" وأصبحت مؤتمرات الشباب متنفساً يعبّرون فيه عن آمالهم وتطلعاتهم ، وكذالك يمكن للشباب المشاركة السياسية من خلال نماذج المحاكاة التي تطرحها عدة جامعات حكومية وخاصة و وزارة الشباب والرياضة ، كما صدر قرار جمهوري عام 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التي يطمح الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن تصبح المصدر الرئيسي لاختيار القيادات وكبار المسئولين في الدولة، استكمال مساعي الدولة للتمكين تم انشاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين و تعد التنسيقية تجسيد حقيقي لاهتمام الدولة بالشباب وتمكينهم سياسيا وإتاحة الفرصة لهم للحوار والمشاركة والتعبير عن رؤيتهم ، واخيرا وليس ب اخرا حرص الرئيس السيسي على نقل رسالة سلام ومحبة للعالم من أرض مصر عبر شبابها، فجاءت فكرة إطلاق منتدى شباب العالم في بمدينة شرم الشيخ
وكل هذه الاليات تعد فرصة جيدة لتدريب وتأهيل الأجيال الجديدة على الممارسة السياسية والمشاركة في الحياة العامة .
تعليقات
إرسال تعليق