القائمة الرئيسية

الصفحات

وكيل الأزهر السابق يشارك في فعاليات الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي بجدة


 وكيل الأزهر السابق يشارك في فعاليات الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي بجدة


محمود الهندي 


قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، خلال كلمته في الاجتماع الدوري التاسع للفريق الاستشاري الإسلامي، والمنعقد بجدة بالمملكة العربية السعودية، إن ديننا دين إنساني يسعى لنشر الأمن والسلام بين الناس، ومن مقاصده الكلية: حفظ حياة الناس جميعا، فديننا دين الرحمة ورسولنا مرسل بها للناس كافة وفي كتاب ربنا قوله - تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقد علمنا من رسولنا أن الناس سواسية وأن معيار التفاضل بينهم لاعلاقة له بجنس أولون وإنما التقوى والصلاح  . 


وقدم وكيل الأزهر السابق الشكر للفريق الاستشاري الإسلامي على جهوده التي بذلها خلال تسع سنوات منذ تأسس في ٢٠١٣م، مبينًا أنه مع حداثة عمر الفريق إلا أنه بجهود المخلصين المؤمنين بفكرته، استطاع أن يقدم دعما مهما لصحة الأطفال خاصة، حيث حمل على عاتقه تصحيح الثقافة المغلوطة عن التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، وتصدى للهجمات التي  وجهت إلى حملاته من اتهامات غير علمية لآثار التطعيم، وتشكيك في نوايا القائمين عليه،وهو ماعرض العاملين في هذا المجال في بعض البلدان لمخاطر كبيرة ،لم تصرفهم عن المضي قدما في القيام بواجبهم  . 


وأوضح الدكتور شومان أن الأزهر بادر لتصحيح هذا الفهم المغلوط بما أصدره من فتاوى واضحة بددت مخاوف المترددين، وأجهضت محاولات المعوقين، وها نحن نستعد ونترقب خبرا سارا وهو القضاء على هذا المرض المعوق للمصابين به، والمضيع لكثير من جهودهم في مجال تنمية المجتمعات، مشيدًا بالجهود التي بُذلت في مكافحة شلل الأطفال، وبخاصة صحة المرأة، وتحسين الحالة الإنجابية، ورعاية الأطفال حديثي الولادة، مقترحًا على الفريق الاستشاري الإسلامي بدعم المجالات الصحيّة لضحايا الحروب والنزاعات، وبخاصة اللاجئين في مخيمات إيواء التي تفتقد كافة المقومات الصحيّة  . 


وأشار وكيل الأزهر السابق إلى أنه كان شاهد عيان ووقف على حجم المعاناة التي يعانيها اللاجئون في أحد المخيمات وهو للروهنجا في كوكس بازار في جنوب بنجلاديش، حين كُلف بمصاحبة قافلة إغاثية أرسلها الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، إلى هؤلاء البؤساء الذين فروا من حملات التطهير العرقي التي شنت عليهم في بلدهم ميانمار، وأمثال هؤلاء كُثر في دول كثيرة فر إليها المضطهدون يحملون آلامهم النفسية لفقد الوطن وبعض الأهل وكافة الممتلكات، وتعرضهم لكل صنوف الإهانة والتنكيل، يزيد عليها إصابات بدنية لم يجدوا يدا تمتد لتضميضها، فضلا عن زيادة احتمالات انتشار الأوبئة بينهم نتيجة الإقامة غير الصحيّة والزحام الشديد داخل هذه المخيمات اللإنسانية، مع ندرة المياه والطعام، وشبه انعدام لخدمات الصرف الصحي  . 


وشدد الدكتور شومان أنه يجب ألا ترتبط جهود الفريق الاستشاري نحو المشردين بالمواقف السياسية في التعامل مع الصراعات التي تسببت في تهجير الناس من بيوتهم وأوطانهم، ولا تحديد الظالم من المظلوم، فالإنسان حيث احتاج لهذا الدعم الصحي وفي مقدمه التطعيم ضد الأوبئة المختلفة، فعلينا أن نقدم مانستطيع في مجالنا الصحي، وعلى المنظمات الإغاثية تقديم مايمكن هؤلاء من البقاء على قيد الحياة، لاسيما وهجمات البرد تدهمهم حيثما وجدوا، وعلى الساسة تولي ما يتعلق بالسياسة لإنهاء معاناة ملايين من المشردين في شرق العالم وغربه  . 


واختتم وكيل الأزهر السابق كلمته بأن الأزهر يؤكد على ضرورة بقاء جهود الفريق في إطار الحياديّة وبعيدا عن أي أهداف لاتتعلق بالمجال الصحي، ويطالب أحرار العالم ومحبي الحياة من منظمات حكوميّة ومؤسسات المجتمعات المدنية، ورجال الأعمال، بدعم جهود الفريق ماليّا وتقنيا، ليتمكن الفريق من تقديم الخدمة المناسبة لتحقيق مقصد شرعي وإنساني وهو حفظ النفس البشرية، والتعاون الإنساني الذي دعا إليه شرعنا الحنيف، فالناس جميعا إما إخوة في الدين أو نظراء في الإنسانية  . 


وتنعقد اجتماعات الفريق الإسلامي الاستشاري سنويا لاستعراض التقدم المحرز في مجال مكافحة شلل الأطفال في البلدان التي لا يزال فيها المرض متوطنا أو عرضة لعودة تفشيه ودعم جهودها في معالجة المفاهيم الدينية الخاطئة ومكافحة المعلومات المغلوطة المتعلقة بشلل الأطفال وغيره من مبادرات صحة الأم والطفل بالإضافة إلى القضايا الصحية الأخرى البالغة الأهمية  .

تعليقات