الأعلى للثقافة يلقى ضوء النقاش على أدب أكتوبر
كتب - محمود الهندي
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى ندوة بعنوان: “أدب أكتوبر”، ونظمتها لجنة الدراسات الأدبية واللغوية والنقدية بالمجلس، مساء أمس الأحد الموافق 9 من شهر أكتوبر الجارى بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة، وأدارها الناقد الدكتور شريف الجيار، وشارك فيها كل من: الروائى أحمد محمد عبده، والشاعر شعبان يوسف، واللواء سامح العشرى، واللواء محمود منصور، وشهدت الفاعلية مواصلة المجلس تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بغرض الوقاية والحد من انتشار فيروس كوفيد-19 كما بثت فعاليات الندوة مباشرة عبر حسابات المجلس على موقع التواصل الاجتماعى " فيسبوك * .
تحدث اللواء سامح العشرى مؤكدًا أن حرب أكتوبر واحدة من أهم الحروب ليس فقط إقليميًا بل على الصعيد العالمى كذلك، وتكمن عبقرية نصر أكتوبر فى فكرة الانتصار برغم عدم تكافؤ القوة العسكرية، سواء من ناحية التسليح أو الدعم المقدم من أكبر منتجى الأسلحة فى العالم، وبالرغم من هذه المعوقات الجمة إلا أننا حققنا الانتصار بأقل الإمكانيات العسكرية آنذاك، مما كان يرجح كفة العدو بشكل كبير؛ حيث أن تسليح الجيش المصرى كان يُعد بدائيًا بالمقارنة بتسليح العدو، وكأنها مواجهة بين شخصين يحمل أحدهما عصا والآخر لديه سلاح نارى! وفى مختتم كلمته أوضح أن العدو مُنح دعمًا عسكريًا هائلًا فيما يخص التسليح بمختلف أنواعه ومستوياته، بداية من التسليح بأحدث أنواع الطائرات والمدفعية الحديثة والدبابات المتطورة، التى تتميز بقدرتها الكبيرة على المناورة والهجوم، وفى المقابل كان تسليح الجيش المصرى يتصف بكونه دفاعيًا بدرجة كبيرة، إلا أننا أثبتنا للجميع قدرتنا وعزيمتنا التى أدت إلى تحقيق نصر أكتوبر المجيد بتوفيق الله قبل أى شىء .
حول أدب أكتوبر أوضح الشاعر شعبان يوسف أن أدب الرسائل يُعد أحد أهم ألوان أدب الحرب، وهو يمثل ما كتبه الجنود المقاتلين من رسائل أو مذكرات، مثل ما كتبه صديقه الشاعر جمال القصاص، أو المقاتل فى الجيش المصرى جمال عبد العزيز القصاص، الذى كان يرسل الرسائل والقصائد من على الجبهة لنشرها فى الأهرام ، كما أشار كذلك إلى أنه يعتبر أن نصر أكتوبر 1973 بدأت فى حقيقة الأمر بوادره منذ يونيو 1967، وأوضح الشاعر شعبان يوسف أن رواية "عودة الأسير" لمؤلفها حسين كامل المحامى، هى أول كتاب يؤرخ لبداية أدب الحرب فى الروايات، ثم تأتى رواية "مذكرات جندى فى الأسر" للكاتب فؤاد حجازى، أما الرواية الأهم فى هذا المجال هى رواية "خطوات على الأرض المحبوسة"، والتى تناول فيها كاتبها محمد حسين يونس أهم الوقائع وأدق التفاصيل منذ مطلع يونيه 1967، وصولًا
إلي الانتصار المجيد عام 1973 كما أوضح أنه يعتبر الراحل جمال الغيطانى أحد أهم من تناولوا أدب الحرب والذين عاشوا الحرب قبلما تكون حربًا!
فيما أوضح الكاتب أحمد محمد عبده أن الحرب تنتهى ويبقى أدب الحرب، وأوضح أن تجربة المحارب ربما تكون أشمل التجارب على المستوى الإنسانى؛ فهى تحمل فى طياتها أبعاد كثيرة متداخلة تارة ومتناقضة تارة أخرى، مثل: الأنا والآخر، التضحية والخوف، الغلظة ورهافة الإحساس، الحرص والبذل، رؤية الموت وقيمة الحياة، وكذلك طغيان المعانى الكونية للأشياء مثل : صورة الأم على شعاع الشمس، لحظة الموت مع العدل، صورة المقاتل لقطعة اللحم فى بطن زوجته وهو يتخيل مشهد ولادة طفله ويأمل فى رؤيته، وصورة المحبوبة على خلفية ضوء شمعة فى أحد أركان المجأ، وفى مختتم حديثه أوضح أنه تناول فى روايته "ثعالب فى الدفرسوار" فترة الثغرة التى حدثت أثناء معارك أكتوبر 1973، وهى تروى قصة حقيقية حكاها له رجل لم يكن مجندًا ولكنه تم أسره، وبالرغم من أنها تعتبر رواية تدور حول الأسر، إلا أنها تمس جوانب وأبعاد عدة مثل فكرة جلد الذات وغيرها من جوانب إنسانية متعددة التفاصيل .
ختامًا تحدث اللواء محمود منصور موضحًا أنه كان يأمل أن يصبح مخرجًا كبيرُا، مثل المخرج العالمى الراازيه رغبة فى أن يتحداه فى هذا الفن، وعليه فالتحق بمعهد السينما؛ إلا أن حدوث نكسة 1967 غير مجرى حياته فالتحق بالكلية الحربية وتخصص فى سلاح الصاعقة، وأشار إلى مشاركته فى نصر أكتوبر 1973، وأشاد بما حققه المقاتل المصرى من إنجازات عسكرية أبهرت العالم أجمع؛ حيث شهد انتصار أكتوبر المجيد بطولات أسطورية عديدة، تحققت بسواعد رجال لم تكن لديهم إلا أقل الإمكانيات العسكرية ووسط أصعب الظروف القتالية، لذا فإنه من الطبيعى أن تبقى هذه البطولات خالدة فى صفحات التاريخ، كما أثبت الجندى المصرى للعالم وتميزه وقدرته وعزيمته على الانتصار، وتناول تفاصيل استعداد الجنود في سلاح الصاعقة للحرب، وبرامج التدريب التى خطط لها بكل دقة بواسطة قواتنا المسلحة، وأشار إلى دراسة الجنود والضباط آنذاك لعدة كتب تدور حول الحروب وما إلى ذلك، وأشار في مختتم كلمته إلى ارتياده بصحبة زملائه الجنود معرض الكتاب، الذى كان يقام حينها فى نفس موقع ساحة دار الأوبرا المصرية اليوم، باحثين عن الكتب وخاصة التى تدور حول الحروب .
تعليقات
إرسال تعليق