الكلمة الكاملة للرئيس السيسى فى المؤتمر الاقتصادى
كتبت امل كمال
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، انطلاق فعاليات "المؤتمر الاقتصادى - مصر 2022"، الذى تنظمه الحكومة على مدار 3 أيام فى العاصمة الإدارية الجديدة، وحضر فعاليات انطلاق المؤتمر الاقتصادى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، بمشاركة نخبة واسعة من كبار الاقتصاديين والمفكرين والخبراء.
وفى مداخلة للرئيس خلال كلمة رئيس الوزراء، أكد السيسى أهمية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وكل من قبرص واليونان فى البحر المتوسط والمملكة العربية السعودية فى البحر الأحمر.
وأضاف الرئيس "أن حقل ظهر للغاز الطبيعى لم يكن ممكنا اكتشافه لو لم يتم ترسيم الحدود مع قبرص واليونان فى البحر المتوسط والسعودية فى البحر الأحمر"، لافتا إلى أن الاتفاقية وفرت 120 مليار دولار سنويا لتشغيل محطات الكهرباء.. وأضاف "لولا ترسيم الحدود البحرية ما تمكنت شركات التنقيب من العمل فى هذه المناطق".
وتابع السيسى: "إن فضل الله علينا كان عظيما باكتشاف حقل ظُهر ولولاه لكانت مصر مظلمة لأننا لا نمتلك توفير 2 مليار دولار شهريا بالأسعار القديمة للغاز لتشغيل محطات الكهرباء، أما بالأسعار الحالية
فقد تصل التكلفة إلى 10 مليارات دولار شهريا لشراء الغاز المطلوب لتشغيل محطات الكهرباء الموجودة فى مصر حتى لا تنقطع الكهرباء عنها بما يعنى إجمالى تكلفة تبلغ 120 مليار دولار سنويا ".
وأضاف الرئيس السيسى: "لازم تعرفوا أن ربنا سبحانه وتعالى يسر هذا الأمر، وأن الموضوع كله من الله سبحانه وتعالى، لأننا حين توصلنا لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية تعرضنا لهجوم"، مشيرا إلى أن شركة إينى الإيطالية طلبت فترة زمنية خمس سنوات للتنقيب عن الغاز فى حقل ظُهر بالبحر المتوسط لكننى طلبت منهم اختصار تلك الفترة إلى 18 شهرا فقط، مع حل كافة المشكلات داخل الحدود البحرية المصرية على الفور.
وأشار الرئيس إلى أن الأراضى التى كانت تخصص لإنشاء معامل تكرير تستغرق فترة زمنية تتراوح ما بين سنتين أو ثلاث سنوات لأخذ الموافقات اللازمة إلا أنه تم تخصيصها خلال ساعتين فقط، منوها إلى سرعة تحرك المعدات الكبيرة اللازمة بالآلاف من أجل سرعة إنشاء 10 آلاف خازوق للأرض فى بورسعيد من أجل تجهيز الخرسانات اللازمة لإنشاء معامل التكرير عليها.
وأشار الرئيس السيسى إلى حجم الجهد والعمل الشاق والمتواصل للدولة ليل نهار خلال سبع سنوات قائلا: "الدكتور مصطفى مدبولى يتحدث عن عناوين لكافة الإنجازات لنا كمصريين، وهذا استلزم 25 ألف ساعة عمل متواصلة بلا توقف منى ومن الدولة، بواقع 10 ساعات يوميا على الأقل فى 30 يوما شهريا أى 84 شهرا خلال تلك الفترة"، مؤكدا أن ما حدث كان بفضل من الله سبحانه وتعالى ولولاه ما حدث ذلك أبدا.
وفيما يتعلق بالأطروحات فى المؤتمر الاقتصادى، أشار الرئيس إلى أنه سيتم تنفيذ كافة المقترحات المطروحة المفيدة أثناء النقاش.
وطرح السيسى خلال مداخلته، 13 محورا حول رؤيته للتحديات التى تجابه الدولة، مشيرا إلى أن النقطة الأولى تتمثل فى أن عمق الأزمة التى تعانى منها الدولة المصرية فى العصر الحديث يتطلب إجراءات حادة وقاسية ومستمرة لعلاج كافة الاختلالات التى تشكلت خلال الخمسين عاما الماضية.
وأضاف الرئيس السيسى أن أى مسار اقتصادى وأى حلول تطرح تتطلب من متخذ القرار أن ينظر للبيئة السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية ما إذا كانت ستساعده على تمرير هذا المسار أم لا، مشيرا إلى أن كافة الخبراء يستطيعوا أن يضعوا خطط قوية وهامة ولكن تنفيذ هذه الخطط لا يعتمد على شجاعة القرار ولكن تكلفتها فإذا كانت تكلفتها أكبر من العائد منها لن ينفذه، موضحا أن تجربة 77 كانت كاشفة حين تم رفع بعض السلع قروش بسيطة وكان رد الفعل سببا فى التراجع عن القرار.
وأشار السيسى إلى أن أى مسار اقتصادى تحكمه عوامل مؤثرة ومتشابكة وهى فلسفة الحكم والمسؤولية، مشيرا إلى أن من يتحمل مسؤولية الدولة والحفاظ عليها يجب أن ينتبه لكل خطوة يخطوها.
كانت دائماً تشكل هاجساً ضخماً وعميقاً لدى صناع القرار وتقديرات الأجهزة الأمنية.. وأضاف الرئيس أنه عندما كان يتم مناقشة إطلاق مسار الإصلاح الاقتصادى فى نوفمبر 2016 بحضور جميع المعنيين من الدولة والأجهزة الأمنية وتم طرح إطلاق الإصلاح الاقتصادى وتغيير سعر الصرف فرفض جميع الحضور فى الاجتماع الإعلان عن هذا القرار وقالوا " لا "، ورد الرئيس خلال الاجتماع قائلاً: الموضوع مش عافيه.. احنا بندردش علشان دى بلد.. وقولت إن احنا لو معملناهوش هنعدى بالقرار ده "قنايه" ممكن نعديها ولو تأخرنا فى القرار هنبقى عايزين نعدى بحر ولا يمكن نعديه لو تأخرنا فى القرار ده.. والحمد لله ربنا أراد لنا التوفيق.
وأضاف السيسى أن الشعب المصرى لو كان رفض مسار الإصلاح الاقتصادى كان سيطالب الحكومة بتقدم استقالتها يوم الخميس وسيدعوا لانتخابات رئاسية مبكرة يوم السبت، مضيفاً: شجاعة القرار ولا فضيلة القرار من وجهة نظرى إن الاثنين مع بعض، إن القرار تحمى بيه أمة ولا تحمى بيه نفسك وتسائل السيسى: يا ترى كلنا عندنا استعداد لمجابهة ده.
وحول المحور السابع من رؤية الرئيس وهى إن رصيد القيادة السياسية والحكومة لم يكن بالقوة اللازمة والتى يمكن أن تشكل قاعدة لخريطة طريق صعبة ومريرة تحتاج لسنوات عمل شاقة وطويلة.
.. وبيطلب مننا المصالحة ولو جتله الفرصة مش هيستنى.
وأكد السيسى أن المحور الثالث عشر من رؤيته وهى "الحلول فى ظل هذه المعطيات باتت مستحيلة خاصة مع تداخل الأولويات.. قائلا" نبدأ بالتعليم ولا الصحة ولا الجهاز الادارى ولا الفهم الخاطئ والوعى الغايب ولا العشوائيات.. لكن الله سلم وحفظ وقدر ويسر آمراً آخر وله الحمد والشكر والمنة..
وشدد الرئيس السيسى على أن الدولة المصرية بعد الأحداث التى شهدتها منذ 2011 كانت ماشية على الحافة وممكن تدخل فى فوضى مش هترجع تانى ومصر لم تكن بعيدة عما يحدث فى دول الجوار بالعكس كنا أكثر منهم ولكن الله سلم وحمى الدولة المصرية.
واختتم السيسى رؤيته " حتى الأشقاء والأصدقاء أصبح لديهم قناعة بأن الدولة المصرية غير قادرة على الوقوف مرة آخرى وأن الدعم والمساندة عبر سنوات شكل ثقافة الاعتماد عليها لحل الأزمات والمشاكل.
واستطرد الرئيس: لدرجة إن لما يكون فيه مشكلة فى مصر يقولوا طيب ما يسافر.. الأشقاء ساعدوا كتير وبقالهم سنين بيساعدوا.. وإحنا مساعدناش نفسنا.. ولو فضلنا كده مش هنبقى أقوى.
وتابع السيسى: الحلول ودرجة جوتها وكفاءتها وهل نحن مستعدين للتكلفة كشعب وحكومة وقيادة ولا لا..
وشدد الرئيس أن الدولة تحتاج لمزيد من التضحيات من الجميع لمواجهة التحديات والتغلب على المشكلات والأزمات التى تواجهها، مضيفاً: بكل صدق وتواضع التجربة خلال السنوات السبع الماضية أثبتت أننا لم نعرف أو نفهم أو نقدر حقيقة المصريين.. فالشعب قبل التحدى والتضحية والحكومة تبذل ما فى وسعها والقيادة مستعدة لاستنزاف رصيدها لدى الشعب من أجل العبور والنجاح.
وأضاف السيسى: وكانت الفكرة هى استراتيجية المحاور المتوازية.. البقاء والتنمية.. إصلاح القديم وبناء الجديد.. نسير فى مسارتنا بالتوازى... علشان نغير الدنيا وواقعنا للأفضل.
واختتم السيسى رؤيته قائلا: أذكركم بأن طريقنا ومسارنا هو ما عاهدنا عليه الله سبحانة وتعالى كمصريين لإنجاح المسار الذى
تحدثنا عنه كدولة وشعب... طريقنا ومسارنا هو طريق العمل والعمل والعلم.. طريقنا هو الحلم والأمل.. طريق بدأناه معاً نكمله معاً.. طريق يتسع للجميع.. هذه تجربتى كإنسان مصر عاش التجربة وقرى كتير فى التاريخ وبيحلم لبلده.
وأوضح أنه كان يرصد حالة الدولة المصرية وهو فى رتبة عقيد فى الجيش المصرى.. والتحق قبلها بالثانوية الجوية بعد المرحلة الإعدادية لخدمة الدولة المصرية وكلنا زى بعض وبنحبها... وأى حد فى مكانى هيعمل أكثر من اللى بعمله.
تعليقات
إرسال تعليق