السيسي ودعوه لقادة العالم لقمة شرم الشيخ
متابعة / محمد علي
تستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة مؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر المقبل، وتركز الرئاسة المصرية للقمة على التمويل باعتباره أحد العناصر ” الفاعلة” لمواجهة التغيرات المناخية، وعُقد الاجتماع المغلق لرؤساء الدول والحكومات حول المناخ بالشراكة بين مصر والسكرتير العام للأمم المتحدة.
وأكد السيسي في الكلمة التي ألقاها عبر تقنية الفيديو كونفرانس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد حالياً في نيويورك، أنه “كان يتطلع للحضور بنفسه، إلا أن هناك ظروف طارئة، حالت دون تمكنه من الوجود في نيويورك”.
وجددت مصر مطالبتها لدول العالم بالوفاء بتعهداتها التمويلية لمواجهة الآثار الضارة للتغيرات المناخية، حيث قال الرئيس السيسي، إن ” دول العالم تواجه أزمتي غــذاء وطـاقـة غيـر مسـبوقتين”، مشددًا على ” ضرورة وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها لتمويل جهود التكيف مع المناخ”، وعرض الرئيس ما وصفه بـ “رؤية مصر لعناصر الرسالة التي تنتظرها شعوب العالم من الاجتماع”، والتي تضمنت ثلاثة بنود، أولًا التأكيد على “عدم تراجع المجتمع الدولي عن التزاماته وتعهداته في مواجهة التغيرات المناخية، بغض النظر عن أي ظرف عالمي، أو خلاف سياسي”.
ثانيًا ” تأكيد قادة العالم على أن حجم الجهد المبذول، لا يفي بالمطلوب تحقيقه، وإعلانهم اتخاذ خطوات لتحديث المساهمات المحددة وطنيًا، في ظل اتفاق باريس، ودعم جميع الجهود والمبادرات، الهادفة إلى تعزيز عمل المناخ بالشراكة مع جميع الأطراف الحكومية وغير الحكومية”، وفقًا للرئيس السيسي.
ثالثًا، “حجم العبء الملقى على عاتق الدول النامية والأقل نمواً وحجم ما يتعين عليها مواجهته، للوفاء بتعهداتها المناخية، مع الاستمرار في جهود التنمية، والقضاء على الفقر، في ظـل أزمتي غــذاء وطـاقـة غيـر مسـبوقتين”، حيث طالب السيسي” الدول المتقدمة بالتعهد بالإسراع من وتيرة تنفيذ التزاماتها، تجاه الدول النامية والأقل نمواً، وتوفير تمويل المناخ لصالح خفض الانبعاثات والتكيف، وبناء القدرة على التحمل، سواء كان ذلك عبر الوفاء بتعهدها بتوفير تمويل قيمته 100 مليار دولار، أو مضاعفة التمويل الموجه إلى التكيف، أو بالإسراع في خطوات التوافق على هدف تمويلي جديد لما بعد 2050″.
فيما تعهدت الدول المتقدمة في كوبنهاغن عام 2009 بتوفير 100 مليار دولار سنويًا، حتى عام 2020 لمساعدة الدول النامية على التكيف مع التغيرات المناخية، وحتى الآن لم يتم تنفيذ هذا التعهد بشكل كامل، وكان أقصى مبلغ تم توفيره في هذا الصدد هو 83.3 مليار دولار عام 2020، وفقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الصادر في سبتمبر الجاري.
وأكد الرئيس السيسي، أن “تغير المناخ، يظل التحدي الوجودي الأخطر، الذي يواجه كوكب الأرض، وأن تداعياته تزداد تفاقماً، يوماً بعد يوم، مع كل ارتفاع في درجات الحرارة”، مشيرًا إلى ما شهدته دولة باكستان مؤخراً، من فيضانات خلفت دماراً غير مسبوق، وفقداناً في الأرواح، وما شهدته القارة الأوروبية والولايات المتحدة، من حرائق غابات غير مسبوقة، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة”.
وأضاف الرئيس السيسي، إن “ما يحدث يعد نذيراً مؤلماً، لما سيكون عليه مستقبل أبنائنا وأحفادنا، ما لم نتحرك سريعاً، وبشكل متسق، لنضع تعهدات المناخ موضع التنفيذ، لخفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، وتعزيز تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية”، لافتًا إلى ” الأحداث التي شهدها العالم على مدار العام الماضي، والتي تسببت في أزمات سياسية، وتحديات في الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد، طالت آثارها شتى أنحاء العالم”.
وقال الرئيس السيسي، إن ” هذه التحديات تمثل بلا شك، أعباء إضافية على دولنا جميعاً، خصوصاً النامية منها، إلا أن علينا دائماً، أن نعتد بالتقارير العلمية الموضوعية، التي تؤكد بشكل قاطع، أن المناخ هو التحدي الوجودي الأخطر”، موجهًا الدعوة إلى قادة العالم لحضور قمة المناخ في شرم الشيخ، معربًا عن أمله في وضع رؤية مصر موضع التنفيذ”، حتى لا تنظر إلينا الأجيال القادمة، قائلة “كانت لديكم فرصة فأضعتموها، وها نحن اليوم ندفع الثمن باهظًا”.
تعليقات
إرسال تعليق