من يشتري الجثثَ؟... شعر
كمْ رخّصوا الإنسانَ!
سامية خليفة / لبنان
في اللّيالي السودِ
حيثُ اشتداد الحلكةِ
في تكدُّس أعمى عقيمٍ
لبقعٍ من ندبات متفحِّمة
تمسي رؤيةُ البياضِ مستحيلة
فتباعُ الظّلال في السّوقِ السّوداء
بأغلى الأثمانِ
احتكارُ النّورِ أمسى موضةَ عصرٍ
متهاوي القيم
يجتثّون بحرفيّةٍ
العلاماتِ الفارقةَ
لطمسِ الحقائقِ
المدَّعون كثرٌ
يلبسونَ ملابسَ القضاةِ
والعدالةُ واحدةٌ
لكنّها عاريةٌ
غطّوها بالكفنِ
المنافقون على مسرحِ الخداع
يكملون أدوارَهم بإتقانٍ
المكاييلُ عشوائيَّةٌ
منْ يشتري
الجثثَ؟
كمْ رخصوا الإنسان!
إنه الزّمنُ الصّعب
الباذخُ النّكباتِ
ابتدأ بعملةٍ صعبةٍ
احتلَّتِ الأرزاقَ
وعساه أن لا ينتهيَ
برثاءِ
وطنِ النجومِ.
تعليقات
إرسال تعليق